المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: الذكاء الاصطناعي ركيزة لتحسين الاتصال الحكومي
المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: الذكاء الاصطناعي ركيزة لتحسين الاتصال الحكومي
أكدت مدير التميز المؤسسي والاستراتيجية في المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، أمل عنبر، أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة محورية في مجال الاتصال الحكومي، لاسيما في ظل التحولات الرقمية السريعة التي يشهدها العالم.
وشددت عنبر، في تصريحات لها، على هامش الكونغرس العالمي للإعلام 2024 بأبوظبي، على أهمية الذكاء الاصطناعي في تعزيز فاعلية عمل الممارسين في هذا المجال، موضحة أن دور المكتب الإعلامي يتمثل في تحسين مستوى المعرفة والمهارات للعاملين في الاتصال الحكومي عبر تطبيقات حديثة ومتطورة.
وأوضحت أن المكتب يعمل على تطوير دراسات وبحوث متخصصة، تهدف إلى تقديم محتوى معرفي شامل لكل ما يتعلق بالاتصال الحكومي، سواء من خلال الدراسات الأكاديمية أو توثيق أفضل الممارسات محلياً ودولياً.
وأضافت أن المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة يسعى إلى تعزيز قدرة الممارسين على استخدام التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، لتطوير طرق التواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي.
توظيف الذكاء الاصطناعي
وأشارت عنبر إلى أن الذكاء الاصطناعي يتيح للممارسين في مجال الإعلام تحسين إنتاجيتهم وكفاءتهم بشكل ملحوظ، ففي مجالات مثل تحليل بيانات حسابات التواصل الاجتماعي، بات بالإمكان استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحليل محتوى المنشورات، وعدد المتابعين، وتفاعل الجمهور مع الحملات الإعلامية.
وأكدت عنبر أن استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الإعلامي يعزز الإنتاجية ويقلل الأخطاء البشرية، ورغم أن الذكاء الاصطناعي قد يضيف طابعاً روتينياً في بعض الحالات، فإن المكتب الإعلامي يسعى لتحسين استخدامه بما يخدم إبداعية العمل الإعلامي، مؤكدة أن الإنسان سيظل العنصر الأساسي في قيادة الإبداع، وخاصة في إعداد المحتوى الإعلامي المميز.
وأكدت عنبر أن المكتب يسعى إلى تطوير دورات تدريبية للممارسين في الاتصال الحكومي، تهدف إلى تنمية مهاراتهم في استخدام الأدوات الرقمية الحديثة، وفي هذا الصدد، ستنظم المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة ورشاً تدريبية تركز على كيفية إدارة حسابات التواصل الاجتماعي وتحليل البيانات عبر التطبيقات الذكية.
سلاح ذو حدين
وعن تأثير الذكاء الاصطناعي في المجتمع الإعلامي، قالت عنبر: "الذكاء الاصطناعي يعد سلاحاً ذا حدين. من ناحية، يمكنه تعزيز الإنتاجية وتحقيق كفاءة عالية في العمل الحكومي، لكنه قد يشكل تحديات، خاصة في ما يتعلق بموضوع الأمن السيبراني وحماية البيانات الشخصية".
وأضافت أنه في ظل هذه التحولات، يجب أن يكون هناك ضوابط صارمة لاستخدام هذه التكنولوجيا بما يضمن حماية الخصوصية وتجنب الاختراقات الإلكترونية.
مستقبل الاتصال الحكومي
وأشارت عنبر إلى عدة سيناريوهات محتملة لدمج الذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي، ومنها استخدام الروبوتات والمساعدين الافتراضيين في مراكز الاتصال الحكومية، مما سيسهم في توفير خدمة أسرع وأكثر دقة للجمهور.
وفي السيناريو الأكثر تفاؤلاً، توقعت عنبر أن يكون الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في الحكومات الذكية في المستقبل، حيث ستستفيد المؤسسات الحكومية من التقنيات المتقدمة مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي لإيصال الرسائل الحكومية بشكل مبتكر وجذاب.
وأشارت إلى أن المستقبل سيشهد تطوراً مذهلاً في تقنيات التخاطر، التي قد تتيح للموظفين الحكوميين إيصال الرسائل مباشرة إلى الجمهور عبر الوسائل الرقمية، دون الحاجة إلى تفاعل لفظي.
ولفتت إلى التحديات التي قد تواجه المجتمع الإعلامي نتيجة لهذه التغييرات، مشيرة إلى انتشار الأخبار المضللة والتزييف العميق الذي قد يؤثر على المصداقية والشفافية في المؤسسات الحكومية.
ودعت إلى أهمية تكثيف التدريب الأكاديمي وتوفير الموارد التعليمية التي تمكن الممارسين من مواجهة هذه التحديات بحرفية وكفاءة عالية.
الكونغرس العالمي للإعلام 2024
انطلقت النسخة الثالثة من الكونغرس العالمي للإعلام 2024، الثلاثاء، في مركز “أدنيك” أبوظبي واختتمت الفعاليات الخميس، بمشاركة قادة وخبراء ورواد قطاع الإعلام من حول العالم، الذين ناقشوا أحدث الاتجاهات والفرص التي يقدمها قطاع الإعلام على المستويات كافة.
وسلط الكونغرس العالمي للإعلام، الذي نظمته مجموعة أدنيك بشراكة مع وكالة أنباء الإمارات (وام)، الضوء على خريطة طريق صناعة محتوى إعلامي مبتكر وأهمية بناء اقتصاد إعلامي متنوع ومستدام، واستهدف تعزيز التعاون الدولي في قطاع الإعلام، وتبادل أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وبناء شراكات إستراتيجية تسهم في تطويره، إضافة إلى تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في صناعة الإعلام، وتشجيعهم على الابتكار والإبداع.