«الصحة العالمية» تقدم 282 ألف جرعة من لقاح الكوليرا لجنوب السودان

قدمت منظمة الصحة العالمية لوزارة الصحة في جنوب السودان، أكثر من 282153 جرعة من لقاح الكوليرا الفموي لتنفيذ حملات تطعيم تستهدف المناطق الأكثر عرضة لانتقال العدوى، وذلك في إطار الاستجابة لتفشي مرض الكوليرا.

ووفقا لبيان نشرته "الصحة العالمية"، اليوم السبت، قامت المنظمة بتنسيق وتوفير اللقاحات عبر المجموعة التنسيقية الدولية (ICG)، التي تدير المخزون العالمي من اللقاحات للدول المتأثرة بتفشي المرض.

تم التخطيط لاستخدام هذه الجرعات في حملات تطعيم جماعي تشمل جرعتين في مقاطعتي رينك ومالاكال في ولاية أعالي النيل، حيث تم تحديد هذه المناطق كأبرز بؤر تفشي الكوليرا، بالإضافة إلى ذلك، سيتم إرسال المزيد من اللقاحات إلى المناطق الأخرى التي تواجه تهديدات مشابهة.

تهدف الحملة إلى الحد من انتشار الكوليرا في هذه المناطق، وهو مرض معدٍ يمكن الوقاية منه عن طريق التطعيم.

التعاون الدولي

تم شراء وتوريد اللقاحات من قبل قسم الإمدادات في منظمة اليونيسف، وبالتعاون مع التحالف العالمي للقاحات (جافي)، وستُوزع اللقاحات بشكل استراتيجي في ولاية أعالي النيل وغيرها من المناطق ذات الأولوية.

تأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية شاملة للوقاية من الكوليرا، وهو مرض يمكن الوقاية منه، وله تأثيرات خطيرة على صحة الأفراد، وخاصة المجتمعات الضعيفة في جنوب السودان.

وأكدت وزيرة الصحة في جنوب السودان، يولاندا أويل دينغ، أن "الوقاية من الكوليرا تمثل أولوية في المناطق التي تم تحديدها للتدخلات متعددة القطاعات".

وأضافت أن حملات اللقاح تهدف إلى حماية الفئات الضعيفة وتُعتبر خطوة أساسية نحو تنفيذ مشاريع طويلة الأمد في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة، التي تساهم في القضاء على أسباب تفشي المرض.

استراتيجية التطعيم

نظراً للأزمات الإنسانية المستمرة في جنوب السودان، بالإضافة إلى تفشي الكوليرا الناتج عن ضعف الوصول إلى مياه الشرب الآمنة وخدمات الصرف الصحي، سيتم تنفيذ استراتيجية تطعيم محيطية في سياق محدود من الموارد، ستسهم هذه الاستراتيجية في تعظيم أثر حملات التطعيم، إضافة إلى تعزيز الجهود في مجال مراقبة المرض، ورعاية المرضى، والتواصل بشأن المخاطر، وتحسين وتوفير تدخلات مستدامة في مجالات المياه والصرف الصحي.

قال ممثل منظمة الصحة العالمية في جنوب السودان، الدكتور هامفري كاراماغي، إن "منظمة الصحة العالمية والشركاء، إلى جانب وزارة الصحة، أصبحوا الآن أكثر استعداداً لاحتواء تفشي الكوليرا والحد من انتقاله من خلال التدخلات المستهدفة". 

وشملت التدابير الاستراتيجية حملات التطعيم في المناطق المعرضة للخطر، بالإضافة إلى تدريب فرق الاستجابة السريعة على مستوى الولايات، وتحضير مجموعات اختبارات تشخيصية وإمدادات طبية أساسية لإدارة المرضى.

توفير اللقاحات

أشارت ممثلة اليونيسف في جنوب السودان، حميدة لاسكو، إلى أن "الكوليرا لا يزال يشكل تهديدًا كبيرًا لصحة الفئات الضعيفة في جنوب السودان، لا سيما الأطفال والنساء".

وأضافت أن اليونيسف تعمل بالتعاون مع وزارة الصحة والشركاء لضمان الوصول إلى اللقاحات المنقذة للحياة من خلال أنظمة التبريد المناسبة، بالإضافة إلى تحسين الخدمات الصحية في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة، مع التركيز على التغيير السلوكي لمعالجة الأسباب الجذرية للمرض.

الاستجابة لتحديات الكوليرا

ستواصل وزارة الصحة تنفيذ حملات التطعيم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، اليونيسف، وأطباء بلا حدود (MSF) والشركاء في القطاع الصحي في المناطق المتضررة، فلا يزال الكوليرا يشكل تحديًا كبيرًا للصحة العامة في جنوب السودان، وهو ما يتفاقم بسبب الأزمات الإنسانية المستمرة التي تؤثر بشكل رئيسي على الأطفال والنساء والفئات الضعيفة الأخرى.

تُظهر حالات تفشي الكوليرا المتكررة أن السكان ما زالوا عرضة لهذا المرض، الذي يمكن الوقاية منه وعلاجه بشكل فعال.