«أطباء بلا حدود»: نقص الإمدادات الإنسانية في غزة يصل لمستويات حرجة

«أطباء بلا حدود»: نقص الإمدادات الإنسانية في غزة يصل لمستويات حرجة
أزمة المياه في غزة

حذرت منظمة أطباء بلا حدود (MSF) من التدهور الإنساني الحاد في قطاع غزة، حيث وصل مستوى المساعدات الإنسانية إلى أدنى مستوى له منذ بداية الصراع.

وتوقعت المنظمة في بيان نشرته، الجمعة، أنه بينما تتزايد التحديات الطبية في المنطقة، سترتفع الحالات المرتبطة بنقص الغذاء والمياه ومواد الإيواء مع بداية فصل الشتاء.

وأكدت منسقة الطوارئ لدى أطباء بلا حدود في غزة، كارولين سيغوين، أن نقص الإمدادات الأساسية أصبح يؤثر بشكل كبير على قدرة المنظمة في تقديم الرعاية الصحية اللازمة.

وقالت: "وصلت مستويات نقص الإمدادات الحيوية إلى حدٍ دفعنا لرفض علاج المرضى في بعض المرافق الصحية"، موضحة أن القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على إدخال المساعدات إلى القطاع ما تزال تعيق العمل الإنساني بشكل كبير، في حين أن عمليات سرقة شاحنات المساعدات من داخل القطاع تؤثر على قدرة المساعدات المحدودة على الوصول إلى المحتاجين.

انخفاض حجم المساعدات

أظهرت بيانات الأمم المتحدة أن شهر أكتوبر 2024 كان الأسوأ من حيث دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ بداية الصراع، حيث انخفض عدد الشاحنات التي تدخل إلى القطاع إلى ربع المعدل المعتاد، فقد انخفضت الشحنات الإنسانية التي كانت تصل إلى 500 شاحنة يوميًا قبل السابع من أكتوبر 2023 إلى 40 شاحنة يوميًا في أكتوبر 2024، مما يعكس تراجعًا بنسبة 80% في حجم المساعدات.

وتواجه المرافق الطبية التي تديرها أطباء بلا حدود نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الأساسية مثل الضمادات والشاش.

وفي مستشفى ناصر في خان يونس، على سبيل المثال، تم تخفيض فترات تغيير الضمادات بسبب نفاد المستلزمات الأساسية، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى لدى المرضى.

وفي مستشفى ميداني آخر في دير البلح، يواجه الفريق الطبي نقصًا في المضادات الحيوية ومسكنات الألم، مما يعوق العلاج المناسب للأطفال المصابين بالتهابات الجهاز التنفسي وأمراض أخرى.

تفشي سوء التغذية

وبدأت فرق أطباء بلا حدود في إجراء فحوصات غذائية للأطفال في العيادات والمستشفيات الميدانية، ومع إغلاق العديد من المخابز بسبب نقص الدقيق والوقود، أصبح الغذاء شحيحًا في غزة، ما يزيد من قلق المنظمة بشأن تفشي سوء التغذية.

وتواجه فرق أطباء بلا حدود صعوبات في توفير الغذاء الكافي للمرضى داخل المستشفيات، مما يفاقم معاناتهم في ظل الظروف الصعبة.

مخاطر نقص المياه

وتواجه فرق أطباء بلا حدود تحديات كبيرة في توفير مياه الشرب النظيفة للناس في القطاع، ولا تزال السلطات الإسرائيلية ترفض منح الإذن لاستيراد وحدات تحلية المياه أو مولدات الكهرباء اللازمة لتشغيلها.

أكدت سيغوين أنه "لا يوجد ما يكفي من مياه الشرب النظيفة، في الوقت الذي تواصل فيه أطباء بلا حدود توفير المياه عبر شاحنات، وهو ما يكلف الكثير من المال بسبب ارتفاع أسعار الوقود"، إضافة إلى ذلك، تقليص أنشطة شحن المياه إلى النصف بسبب هذه القيود يشكل تهديدًا إضافيًا لصحة السكان.

القيود الإسرائيلية

تعزى الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة إلى القيود المفروضة على المساعدات من قبل السلطات الإسرائيلية، التي تمنع وصول الإمدادات الأساسية إلى القطاع، ففي الأشهر الأخيرة، تعرضت العديد من شاحنات المساعدات، بما في ذلك تلك التي تحمل إمدادات أطباء بلا حدود، للنهب، مما يزيد من صعوبة إيصال المواد الحيوية إلى المتضررين.

وقالت سيغوين، إن كل تأخير في وصول الأدوية أو المواد الأساسية مثل مجموعات النظافة أو الأغطية البلاستيكية للخيام يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي والإنساني، مشيرة إلى أن الوضع في غزة بلغ نقطة حرجة، وأصبحت هناك حاجة ملحة لتوفير تدفق آمن وكامل للمساعدات الإنسانية.

وأضافت سيغوين: "لقد حذرنا منذ شهور من أن الإمدادات غير الكافية ستزيد الوضع سوءًا في غزة، والآن وصلنا إلى نقطة اللاعودة"، وأكدت ضرورة توفير المساعدات بشكل ضخم وآمن لتلبية احتياجات السكان في غزة، محذرة من العواقب المميتة التي قد تحدث في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

دعوة لوقف إطلاق النار

دعت أطباء بلا حدود إلى ضرورة إعلان وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة لمنع المزيد من الوفيات والمعاناة في القطاع، وأكدت المنظمة أن استمرار الصراع سيؤدي إلى انهيار المجتمعات المحلية وزيادة الضغوط على النظام الصحي والإنساني في غزة، مما قد يفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية