الفصائل المعارضة تسيطر على حلب وتهدد بتغيير معادلة النزاع شمال سوريا
الفصائل المعارضة تسيطر على حلب وتهدد بتغيير معادلة النزاع شمال سوريا
سيطرت هيئة تحرير الشام وفصائل سورية متحالفة معها على غالبية مدينة حلب شمال سوريا، بعد هجوم مفاجئ بدأ قبل ثلاثة أيام، وأسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
غارات روسية تستهدف مواقع داخل المدينة
قتل 16 مدنيًا على الأقل السبت، في غارة "يرجح أنها روسية"، استهدفت مستديرة رئيسية داخل مدينة حلب التي تقدمت فيها الفصائل المقاتلة وفق ما ذكره المرصد في بيان، وكانت الطائرات الحربية الروسية قد شنت غارات ليلية على أحياء المدينة لأول مرة منذ عام 2016، ما زاد من حدة القتال الذي يعد الأعنف منذ سنوات في المدينة السورية.
السيطرة على مواقع استراتيجية
أكد المرصد أن هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة سيطرت على معظم مدينة حلب، بما في ذلك مراكز حكومية وسجون، بعد انسحاب محافظ المدينة وقادة الشرطة من وسطها، وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن القوات الحكومية لم تُبدِ مقاومة كبيرة، ما سهّل تقدم الفصائل.
الجيش السوري يعترف بالاختراق
أقرّ الجيش السوري بدخول الفصائل المقاتلة إلى أجزاء واسعة من المدينة، مشيرًا إلى أن عملية "إعادة الانتشار" كانت تهدف إلى تعزيز خطوط الدفاع، وأعلنت وزارة الدفاع أن المعارك تواصلت على شريط يتجاوز طوله 100 كيلومتر لوقف تقدم الفصائل.
تصاعد أعداد القتلى والجرحى
منذ بدء الهجوم الأربعاء، قتل 327 شخصًا، بينهم 183 من الفصائل المعارضة و100 من عناصر الجيش السوري والمجموعات الموالية له، بالإضافة إلى 44 مدنيًا، بحسب المرصد.
سيطرت الفصائل على أكثر من 80 بلدة ومدينة شمال سوريا، بينها سراقب الواقعة عند تقاطع طريقين استراتيجيين يربطان دمشق بحلب واللاذقية، ووصف مراقبون انهيار خطوط النظام بـ"المفاجئ"، وسط غياب واضح لدعم حلفائه روسيا وإيران.
مواقف دولية وتوتر إقليمي
دعت تركيا إلى وقف الهجمات على مدينة إدلب ومحيطها، في حين أكدت روسيا دعمها للجيش السوري من خلال غارات جوية، من جهتها، شددت إيران على مواصلة دعمها لحكومة دمشق في مواجهة الإرهاب.
يتزامن التصعيد في حلب مع توترات إقليمية أخرى، إذ نفذت إسرائيل ضربة استهدفت مواقع قريبة من الحدود اللبنانية السورية، قالت إنها تُستخدم لتهريب الأسلحة من قبل حزب الله، في المقابل، أصيب ثلاثة أشخاص في غارة إسرائيلية طالت سيارة في جنوب لبنان.
أزمة مستمرة منذ 2011
منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص، ونزوح الملايين، وتدمير البنية التحتية والاقتصاد في البلاد، فيما لا يزال مستقبل المناطق الشمالية غامضًا في ظل التصعيد الحالي.