«فاو»: تراجع إنتاج الحبوب في دول جنوب إفريقيا بنسبة 20.2% بسبب الجفاف
«فاو»: تراجع إنتاج الحبوب في دول جنوب إفريقيا بنسبة 20.2% بسبب الجفاف
قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إن إنتاج الحبوب في منطقة جنوب قارة إفريقيا سجل تراجعا بنسبة 20.2%، أي 8.2 مليون طن، في نهاية موسم 2023/ 2024 بسبب الجفاف الذي أثر على جميع دول هذه المنطقة تقريبا.
وأشارت "فاو"، في سياق تقرير لها اليوم الأحد، إلى أن إنتاج منطقة جنوب القارة من الحبوب قُدر بحوالي 32.3 مليون طن لموسم 2023/ 2024 ليسجل تراجعا بنسبة 20.2% مقارنة بالموسم السابق عليه؛ حيث بلغ إنتاج الحبوب للمنطقة 40.5 مليون طن.
وأضافت أن مستوى هذا الإنتاج يظهر أيضا انخفاضا بنسبة 16% مقارنة بمتوسط إنتاج 38.3 مليون طن من الحبوب سجلتها المنطقة على مدار السنوات الخمس الماضية.
تداعيات ظاهرة النينو المناخية
وذكرت المنظمة الأممية أن هذا الانخفاض في إنتاج منطقة جنوب القارة من الحبوب يرجع في الأساس إلى الجفاف الناجم عن ظاهرة "النينو" المناخية التي أثرت على جميع دول منطقة الجنوب الإفريقي تقريبا.
وأضافت أنه في أغسطس 2024، أعلنت 6 دول في جنوب القارة حالة الطوارئ بسبب الجفاف الشديد المرتبط بهذه الظاهرة المناخية، وهي: بوتسوانا وليسوتو وناميبيا وملاوي وزامبيا وزيمبابوي.
وأوضحت أنه بغض النظر عن مدغشقر، التي سجلت زيادة في إنتاج الحبوب بنسبة 14% مقارنة بالموسم السابق، تراجع إنتاج جميع الدول الأخرى بمنطقة جنوب القارة وكانت زيمبابوي هي الأكثر تضررا حيث شهد محصول الحبوب لديها انخفاضا بنسبة 60% تقريبا.
وأكد التقرير أن "مدغشقر، على الرغم من تعرض بعض المناطق فيها لفيضانات بسبب هطول الأمطار الغزيرة في شمال البلاد، فإن الظروف الجوية كانت أكثر ملاءمة بوجه عام، وسجل إنتاج الأرز، وهو المحصول الغذائي الرئيسي، في عام 2024 إنتاجا أعلى قليلا من متوسط السنوات الخمس الماضية".
الاتجاه نحو الاستيراد
ودفع تأثير الجفاف، دولة جنوب إفريقيا، المنتج الإفريقي الرئيسي للذرة، إلى السماح بالاستيراد من الأرجنتين في خطوة هي الأولى من نوعها بالنسبة لجنوب إفريقيا التي لم تعد تستورد الحبوب منذ عام 2017.
كما أعلنت حكومة جنوب إفريقيا مؤخرا عزمها استيراد الذرة المعدلة وراثيا من الولايات المتحدة الأمريكية لتحسين إمداداتها من الذرة.
تضاعفت الخسائر الاقتصادية
وفي وقت سابق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.