«المرصد السوري»: الجيش يشنّ هجوماً معاكساً لاستعادة السيطرة على حماة

شنّ الجيش السوري هجوماً معاكساً في محافظة حماة وسط سوريا، بعد تقدم كبير حققته فصائل المعارضة “المسلحة” بقيادة هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. 

وذكر المرصد السوري، في بيان له، اليوم الأربعاء، أن الجيش تمكن من إبعاد الفصائل “المسلحة” عن مدينة حماة بمسافة تقدر بحوالي عشرة كيلومترات، مستفيداً من الدعم الجوي.

وأكد المرصد أن الفصائل المعارضة فشلت في السيطرة على جبل زين العابدين قرب مدينة حماة بعد معارك طاحنة. 

وكان هذا التقدم جزءاً من هجوم واسع بدأته الفصائل في 27 نوفمبر الماضي، أسفر عن مكاسب ميدانية مهمة في حلب ومحافظتي حماة وإدلب، مع خروج مدينة حلب بالكامل عن سيطرة القوات الحكومية للمرة الأولى منذ بدء النزاع عام 2011.

تصعيد واسع النطاق

وصفت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الاشتباكات في ريف حماة الشمالي بأنها عنيفة وشاملة.

وقالت "سانا"، إن الجيش استهدف مواقع وتحركات "التنظيمات الإرهابية" شمال شرق المدينة وفي محاور أخرى، وأوقع خسائر كبيرة في صفوف المسلحين.

خسائر ونزوح جماعي

وأفاد المرصد السوري بمقتل نحو 600 شخص، معظمهم من المسلحين من الطرفين، إضافة إلى نحو 100 مدني، جراء القصف والمعارك منذ بداية الهجوم. 

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن نزوح نحو 50 ألف شخص، أكثر من نصفهم أطفال، بسبب المعارك المتصاعدة في إدلب وشمال حلب.

نزاع دامٍ في سوريا

تأتي هذه التطورات في ظل نزاع دامٍ تعيشه سوريا منذ عام 2011، أسفر عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص، ونزوح الملايين، وتدمير البنى التحتية والاقتصاد. 

ومع تصاعد العمليات العسكرية في الشمال السوري، يزداد الوضع الإنساني تعقيداً، في وقت تبقى فيه الجهود الدولية لوقف القتال غير قادرة على تحقيق اختراق حاسم.