الجيش السوري: تنفيذ عملية «إعادة انتشار» في محافظتي درعا والسويداء بعد فقدان السيطرة على أجزاء منهما
الجيش السوري: تنفيذ عملية «إعادة انتشار» في محافظتي درعا والسويداء بعد فقدان السيطرة على أجزاء منهما
أعلن الجيش السوري عن تنفيذ "إعادة انتشار" في محافظتي درعا والسويداء، بعد فقدان السيطرة على أجزاء واسعة من المحافظتين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية (سانا).
جاء ذلك بعد إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت، أن القوات الحكومية فقدت السيطرة على معظم محافظة درعا، بما في ذلك مدينة درعا، لصالح فصائل مُسلحة.
وأوضح بيان وزارة الدفاع، أن إعادة الانتشار جاءت نتيجة هجمات متكررة من "عناصر إرهابية" على الحواجز والنقاط العسكرية المتباعدة.
السيطرة على درعا
وأكد المرصد السوري أن انسحابات القوات الحكومية في درعا سمحت للفصائل المُسلحة بالسيطرة على أكثر من 90% من المحافظة.
وتُعدّ درعا، التي شهدت انطلاق الاحتجاجات الشعبية ضد النظام عام 2011، آخر منطقة احتفظت بمقاتلين معارضين بعد اتفاق تسوية رعته روسيا في 2018، حيث بقي بعضهم بأسلحة خفيفة وانضم آخرون للجيش السوري.
وشهدت درعا تصعيدًا عسكريًا متكررًا منذ 2021، مع بقاء توتر مستمر بين القوات الحكومية والفصائل المحلية.
توتر أمني في السويداء
في السويداء المجاورة، المعروفة بأغلبيتها الدرزية، سيطر مُسلحون على نقاط ومراكز أمنية، ما دفع مسؤولين حكوميين، بينهم المحافظ وقادة أمنيون، لإخلاء مواقعهم.
وبحسب المرصد السوري، غادر المسؤولون مواقعهم، فيما انتشر مقاتلون محليون لحماية الممتلكات العامة والمؤسسات المدنية.
يأتي ذلك وسط رسائل تطمين للسكان تحثهم على البقاء في منازلهم، حيث شهدت السويداء في السنوات الأخيرة احتجاجات متكررة تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية وتغيير النظام.
وفي الشمال السوري، تواصلت الهجمات التي شنتها هيئة تحرير الشام وحلفاؤها من إدلب منذ أواخر نوفمبر، حيث تمكنت من السيطرة على مناطق واسعة، وصولًا إلى حماة وحلب، واقتربت من حمص، المحور الاستراتيجي الرابط بين دمشق والساحل السوري.
خلفية النزاع السوري
اندلع النزاع السوري في 2011 باحتجاجات سلمية قمعتها الحكومة، ليتحول إلى حرب شاملة أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص وأجبرت نصف السكان على النزوح داخليًا وخارجيًا.
وعلى الرغم من استعادة الجيش السوري بدعم روسي وإيراني معظم الأراضي بحلول 2015، فإن التطورات الأخيرة تعكس هشاشة سيطرته وتصاعد التحديات التي تواجهه.
وتواصل التطورات الأمنية في جنوب سوريا تعقيد المشهد السياسي والعسكري، ما يهدد بتصعيد أوسع قد يعيد تشكيل توازن القوى في البلاد، ويزيد من معاناة المدنيين الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية كارثية.