«الصحة العالمية» تحذّر من مخاطر تفشي الكوليرا في جنوب السودان
«الصحة العالمية» تحذّر من مخاطر تفشي الكوليرا في جنوب السودان
بدأت حملة التطعيم ضد الكوليرا في جنوب السودان، في أعقاب تفشي المرض الذي تم رصده منذ 28 أكتوبر الماضي، حيث تم تسجيل 2555 حالة إصابة بالمرض، بالإضافة إلى 32 حالة وفاة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها، اليوم الثلاثاء، من تفشي المرض، مشيرة إلى أن التطعيم يستهدف في مرحلته الأولى نحو 150 ألف شخص في مقاطعة رينك، الذين سيحصلون على اللقاح بفضل الدعم الذي تقدمه الأمم المتحدة.
ومن المتوقع وصول مليون جرعة لقاح إضافية لتغطية باقي أنحاء البلاد، بما في ذلك العاصمة جوبا.
تأتي الحملة ضمن جهود موسعة تشمل الحكومة، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية، بهدف تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية وتوفير المياه النظيفة وتعزيز ممارسات النظافة.
السكان الأكثر عرضة للخطر
تأثر بـتفشي الكوليرا في جنوب السودان كل من اللاجئين والعائدين والمقيمين في المناطق المتأثرة، ويشكل الأطفال، وخاصة أولئك الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات وكبار السن، الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وتسهم الظروف المعيشية في مراكز الإيواء والمخيمات، حيث يتركز السكان في ظروف صحية متدهورة، في زيادة خطر انتقال المرض، ويفتقر العديد من السكان إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، ويعانون من سوء الممارسات الصحية مثل التغوط في العراء، هذه العوامل توفر بيئة مثالية لانتشار الأمراض المنقولة عبر المياه، بما في ذلك الكوليرا.
تعاون دولي لمواجهة التفشي
أكدت وزيرة الصحة في جنوب السودان، يولاندا أويل دينغ، أهمية حملات التطعيم لحماية السكان من تفشي المرض، ودعت المجتمع المحلي، والعاملين في المجال الصحي، وقادة المجتمع إلى دعم جهود الحملة من أجل نجاحها والحد من انتشار المرض.
وشددت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في جنوب السودان، أنيتا كيكي جيبو، على ضرورة اتخاذ نهج منسق ومتعدد القطاعات لمواجهة التفشي، وأضافت أن استجابة الأمم المتحدة تستهدف التنسيق الجيد مع الحكومة لضمان التواصل الواضح مع الجمهور وتبادل البيانات بشكل شفاف، وهو أمر حاسم لنجاح الاستعداد والاستجابة الفعالة.
استجابة شاملة
تعتبر حملة التطعيم جزءًا من استجابة شاملة متعددة القطاعات، حيث يتم تكثيف جهود تقديم الرعاية الصحية، وتوفير الإمدادات الطبية، وكذلك تحسين خدمات المياه والصرف الصحي.
وقامت الأمم المتحدة بتدريب فرق استجابة سريعة وتمكنت من إرسال 22 طنًا من الإمدادات الطبية اللازمة إلى رينك ومالاكل وجوبا وبناتي، وتشمل جهود التواصل المجتمعي حملات إعلامية عبر الراديو وزيارات منزلية بهدف توعية السكان بالمخاطر وسبل الوقاية.
وتعمل الأمم المتحدة على تأمين إمدادات المياه من خلال توفير أقراص لتنقية المياه، ومحاليل الإماهة الفموية، والصابون، وذلك لتحسين النظافة والوقاية من المرض.
الحاجة إلى تمويل إضافي
لتعزيز الاستجابة لهذا التفشي، تطلب الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في جنوب السودان تمويلًا إضافيًا بقيمة 32 مليون دولار أمريكي، لتغطية تكاليف الأشهر الثلاثة الأولى من الاستجابة الطارئة.
وسيتم تخصيص هذا التمويل لتوسيع العمليات القائمة، مثل نشر فرق الاستجابة السريعة إلى المناطق الجديدة التي تم تحديدها كنقاط ساخنة، وضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية الأساسية للسكان المتأثرين.