حرائق الغابات تهدد 8 آلاف منزل في كاليفورنيا وتغلق مدارس ماليبو

حرائق الغابات تهدد 8 آلاف منزل في كاليفورنيا وتغلق مدارس ماليبو
رجال الأطفاء بكافحون حريق غابات في ولاية كاليفورنيا الأمريكية

أصدرت السلطات الأمريكية أوامر وتحذيرات عاجلة لإجلاء آلاف السكان جنوب كاليفورنيا أمس الثلاثاء، بعد اندلاع حريق غابات قوي تغذيه الرياح في منطقة ماليبو.

وهددت النيران أكثر من 8100 منزل ومبنى في المنطقة، من بينها ما يزيد على 2000 منزل صدرت أوامر بإخلائها، كما تلقى 6000 شخص آخر تحذيرات بالاستعداد للإجلاء في أي لحظة مع اشتداد خطورة الوضع، وفق وكالة أسوشيتدبرس.

ونشب الحريق قرب القصور المطلة على المحيط وجامعة بيبرداين، حيث شاهد الطلاب ألسنة اللهب تنتشر على التلال، ما حول لون السماء إلى الأحمر الداكن.

وصرح أنتوني سي. مارون، رئيس إدارة إطفاء مقاطعة لوس أنجلوس، بأن عددًا محدودًا من المنازل احترق، لكن لم يتسنَ تحديد العدد بدقة حتى الآن.

ودفعت رياح "سانتا آنا"، التي تهب بسرعة تصل إلى 64 كيلومترًا في الساعة، إلى انتشار الحريق في اتجاهات متعددة، ما زاد من صعوبة السيطرة عليه.

تعطيل المدارس وإغلاق الطرق

تضاعف حجم الحريق في ماليبو ثلاث مرات خلال ساعة واحدة يوم الثلاثاء، ما أجبر سلطات ولاية كاليفورنيا على إصدار أوامر إخلاء عاجلة وإغلاق جميع المدارس في المنطقة حتى إشعار آخر، كما أغلقت جامعة بيبرداين فصولها الدراسية وأمرت طلابها بالبقاء في منازلهم.

وأدى الحريق، الذي التهم حوالي 1822 فدانًا خلال ليلة واحدة، إلى إغلاق جزء من طريق ساحل المحيط الهادئ السريع، وهو الرابط الأساسي إلى مدينة ماليبو.

مدينة الأغنياء تحت الحصار

تُعد ماليبو واحدة من أغنى مدن ولاية كاليفورنيا، حيث يصل متوسط أسعار المنازل فيها إلى أكثر من 4 ملايين دولار، ومع إغلاق الطريق الساحلي، بات المجتمع الحصري معزولًا عن بقية منطقة لوس أنجلوس.

تجدر الإشارة إلى أن المنطقة ليست بعيدة عن موقع حريق جيتي عام 2019، الذي أتى على 745 فدانًا وأجبر العديد من المشاهير على الإجلاء.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

وسبق أن حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر الغليان العالمي".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية