«فايننشال تايمز»: تسوية مالية تنهي دعوى «شل» ضد «غرين بيس» بسبب احتجاج قرب جزر شتلاند
«فايننشال تايمز»: تسوية مالية تنهي دعوى «شل» ضد «غرين بيس» بسبب احتجاج قرب جزر شتلاند
توصلت شركة "شل" ومنظمة "غرين بيس" البيئية إلى تسوية قانونية في واحدة من أكبر الدعاوى القضائية المرفوعة ضد المنظمة، عقب احتجاج نشطاء "غرين بيس" على منصة إنتاج عائمة تابعة لـ"شل" بالقرب من جزر شتلاند في عام 2023.
ووفقا لما أوردته صحيفة "فايننشال تايمز"، اليوم الأربعاء، اشترطت التسوية دفع "غرين بيس" مبلغ 300 ألف جنيه إسترليني لصالح "المؤسسة الملكية لقوارب النجاة" (RNLI)، وهي جمعية خيرية معنية بإنقاذ الأرواح في البحر.
وادعت "شل" أن الاحتجاج الذي قام به النشطاء عرّض طاقمها البحري للخطر، ورفضت "غرين بيس" الاتهامات وحاولت تصوير القضية على أنها هجوم على حرية التعبير من قِبل شركة ملوثة كبرى، استغلت المنظمة القضية لجذب الانتباه والدعم الشعبي من خلال الدعابة والتحدي الإعلامي.
دعوى "ابن العم غريغ"
أطلقت "غرين بيس" على القضية لقب "دعوى ابن العم غريغ"، في إشارة إلى مشهد في مسلسل "ساكسيشن" حيث يهدد أحد الشخصيات بمقاضاة المنظمة البيئية.
وساهم مبتكر المسلسل، جيسي أرمسترونغ، بمبلغ 25 ألف دولار لدعم الصندوق القانوني لـ"غرين بيس"، بينما انضم ممثلون مثل إيما تومسون وستيفن فراي إلى حملة التضامن.
وأكدت المديرة التنفيذية المشاركة لـ"غرين بيس" في بريطانيا، أريبا حامد، أن التسوية تعكس "قوة الناس" التي أدت إلى زيادة التبرعات وتعزيز الدعم من قاعدة المؤيدين.
وقالت: "اعتقدت شل أن مقاضاتنا بملايين الجنيهات سترهبنا، لكن القضية أصبحت عبئًا إعلاميًا عليها".
شل تدافع عن موظفيها
دافعت "شل" عن موقفها، مؤكدة أن القضية تتعلق بضمان سلامة موظفيها الفنيين، وأعربت عن رضاها عن التسوية، مشيرة إلى أن التبرع بدلاً من تكاليف القضية سيعود بالنفع على جمعية خيرية تعمل على تعزيز السلامة البحرية.
وعرضت "شل" سابقًا تسوية القضية بشرط أن تلتزم "غرين بيس" بعدم الاحتجاج على منشآت الشركة البحرية أو في الموانئ حول العالم.
ورفضت "غرين بيس" هذا العرض، لكنها وافقت على الابتعاد لمسافة 500 متر عن 4 منصات تابعة لـ"شل" في بحر الشمال لمدة 5 سنوات على الأقل.
تفاصيل الاحتجاج وأهدافه
ونفذ نشطاء "غرين بيس" احتجاجهم باستخدام الحبال والأحزمة للصعود على متن إحدى وحدات الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة التابعة لـ"شل" أثناء نقلها عبر المحيط الأطلسي.
ورفع المحتجون لافتة صفراء كتب عليها "أوقفوا الحفر، وابدؤوا بالدفع"، في إشارة إلى مشاريع النفط والغاز الجديدة للشركة، والدعوة لاستخدام أرباح الوقود الأحفوري لتمويل جهود التكيف مع التغير المناخي.
تكاليف باهظة للدعوى
واجهت "غرين بيس" مطالب بتعويضات وتكاليف قانونية تجاوزت 11 مليون دولار بسبب هذه الدعوى، لكنها لم تعترف بأي مسؤولية قانونية ولم تدفع أي أموال لـ"شل".
ورغم هذه التسوية، ما زالت "غرين بيس" تواجه دعاوى قضائية مماثلة من شركات الوقود الأحفوري، وقالت المنظمة إنها تواجه "تهديدًا وجوديًا" في الولايات المتحدة بسبب دعوى رفعتها شركة "إنرجي ترانسفر" حول احتجاجات خط أنابيب عام 2016.
كذلك رفعت شركة النفط الإيطالية "إيني" دعوى قضائية ضد "غرين بيس" في أكتوبر الماضي.
صراع النشطاء وشركات الوقود
استمر الصراع بين مجموعات حماية البيئة وشركات النفط الكبرى، حيث تسعى هذه الشركات إلى مواجهة حملات النشطاء من خلال الإجراءات القانونية.
وفي الوقت ذاته، تواصل "غرين بيس" وأقرانها من المنظمات البيئية جهودهم للضغط من أجل حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي.