«برنامج أممي»: تعزيز سبل العيش من خلال ترميم الأراضي الرطبة في كولومبيا

«برنامج أممي»: تعزيز سبل العيش من خلال ترميم الأراضي الرطبة في كولومبيا
المناطق الرطبة في كولومبيا - أرشيف

ينفذ برنامج الأمم المتحدة للتنمية (UNDP) مجموعة من المشاريع في كولومبيا والتي تركز على الاستدامة وحماية التنوع البيولوجي ضمن دوره الحيوي في دعم المجتمعات المحلية للتكيف مع التحديات البيئية.

ووفق تقرير نشره موقع "ReliefWeb" التابع للأمم المتحدة اليوم الخميس، يعد أحد هذه المشاريع هو "موجانا للمناخ والحياة"، الذي تم تمويله من خلال منحة بقيمة 38.5 مليون دولار من صندوق المناخ الأخضر، بالإضافة إلى 61.8 مليون دولار من التمويل المشترك.

يهدف المشروع إلى استعادة الأراضي الرطبة في منطقة لا موجانا، وتحقيق تحسينات في إدارة المياه، وحماية البيئة، مع التركيز على تحسين سبل العيش في المجتمعات المحلية.

وذكر التقرير أنه من خلال مبادرات مثل "شبكة ترميم لا موجانا"، التي تضم المجتمعات الأصلية، تم تحديد 40 نوعًا من المحاصيل القادرة على مقاومة الجفاف والفيضانات، كما تم تأسيس مدارس "المساحات الحيوية" لتعليم المجتمعات كيفية الحفاظ على البذور الأصلية وزراعتها.

إضافة إلى ذلك، يسهم المشروع في إنشاء خزانات لجمع مياه الأمطار وتوزيعها على المجتمعات المحلية خلال فترات الجفاف، ما يعزز قدرتها على مواجهة تحديات التغير المناخي.

وأكد التقرير أن هذا العمل هو جزء من التزام البرنامج في كولومبيا بدعم تحقيق الأهداف البيئية الوطنية والمساهمة في بناء مستقبل منخفض الانبعاثات، كما أدى هذا المشروع إلى تحسين أوضاع العديد من النساء مثل كاتيا هيريرا بيلينيو، التي أنشأت مشاتل خاصة بها وزرعت آلاف الأشجار.

تقول هيريرا: “لقد تعلمنا الكثير من الأمور التي لم نكن نعرفها سابقًا، وأصبح لدينا الآن فهم عميق يمكننا نقله للنساء الأخريات، لقد مكننا هذا من دعم عائلاتنا، حتى في الأوقات التي كان الحصول فيها على وظائف أمرًا صعبًا".

التعاون مع المجتمعات الأصلية

تم تشكيل "شبكة استعادة لا موخانا" بالتعاون مع المجتمعات الأصلية في المنطقة، حيث تم تحديد أربعين نوعًا من المحاصيل المقاومة للجفاف والفيضانات ودرجات الحرارة المرتفعة.

وتم إجراء أبحاث مشتركة مع جامعة كوردوبا لحماية هذه المحاصيل، بالإضافة إلى تدشين مدارس البيوسباس لتعليم المجتمعات كيفية الحفاظ على بذور النباتات الأصلية وزراعتها.

الابتكارات في جمع مياه الأمطار

تم إنشاء خزانات لجمع مياه الأمطار التي تزود المجتمعات بمياه عالية الجودة خلال فترات الجفاف، كما تم إعادة تأهيل مساحات واسعة من الأراضي الرطبة، وهو ما ساعد على تحسين إدارة الفيضانات وحماية المجتمعات من الجفاف والفيضانات، أثبتت هذه الابتكارات البيئية قدرتها على تعزيز قدرة المجتمع على الصمود أمام التغيرات المناخية.

دور برنامج الأمم المتحدة الإنمائي

أكدت مونتسيرات شيولوتل، المتخصصة الفنية الإقليمية في التكيف مع تغير المناخ في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أهمية هذا المشروع، مشيرة إلى أنه يسهم في توفير الموارد العلمية للمجتمعات المحلية ويشجع على ابتكار حلول جديدة تساعد في التغلب على التحديات المناخية.

وقالت: “يضمن هذا المشروع للمجتمعات الوصول إلى البذور المناسبة التي تقاوم التغيرات المناخية، ما يعزز تنوع المحاصيل ويقلل الاعتماد على البذور الحكومية التي قد لا تكون مقاومة للتغيرات المناخية.”

إدخال حلول بيئية مبتكرة

وأفاد التقرير بأنه من خلال التعاون مع مختلف الشركاء، بما في ذلك المجتمعات المحلية والحكومة، تم تعزيز قدرة 28 كيانًا حكوميًا في كولومبيا على التحول إلى تعدين الذهب بدون استخدام الزئبق، منذ بدء هذا العمل في عام 2016، تم وضع لوائح وسياسات جديدة لدعم المجتمعات في القضاء على الزئبق وتطوير قطاع التعدين بشكل مستدام.

تمكين النساء في قطاع التعدين

أدى مشروع "بلانت جولد" إلى تحسين حياة النساء في قطاع التعدين، من خلال تمكينهن من الوصول إلى الموارد والتدريب والتمويل، وفتح المشروع أمامهن فرصًا للحصول على دخل مستدام، مما ساهم في تحسين أوضاعهن الاجتماعية والاقتصادية.

التعاون المجتمعي لتعزيز الاستدامة البيئية

واختتم التقرير بالإشارة إلى تعاون النساء في المجتمعات المحلية مع التعاونيّات المالية مثل جمعية التعاون المالي، حيث تمكنّ من استخدام مرافق الادخار والائتمان لشراء المعدات اللازمة لإنتاج الذهب بدون زئبق، وهذه المبادرات ساعدت في تعزيز الحرية المالية للنساء ومنحهن القدرة على التحكم في الموارد الطبيعية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية