منطقة كورام الباكستانية.. أربعون عاماً من الصراع الطائفي وضحايا بلا نهاية

منطقة كورام الباكستانية.. أربعون عاماً من الصراع الطائفي وضحايا بلا نهاية
احتجاجات على العنف الطائفي في باكستان- أرشيف

في منطقة كورام النائية شمال غرب باكستان، لم يعرف علي غلام يومًا السلام، فبعد أن فقد شقيقه في أحداث عنف طائفي عام 1987، يدفن اليوم ابن شقيقه الذي قضى في هجوم على موكب شيعي يوم 21 نوفمبر الماضي.

يقول الرجل البالغ من العمر 72 عامًا بمرارة: “لم أعرف السلام أبدًا، وليس لدي أمل كبير لأولادي وأحفادي”، بحسب فرانس برس.

نزاعات تتغذى على الطائفية

منذ يوليو الماضي، قتل 212 شخصًا في كورام نتيجة نزاعات على الأراضي كان يفترض أن تُحل عبر اتفاقات قبلية برعاية مسؤولين محليين وعسكريين، لكن تلك الاتفاقات تعرضت لانتهاكات متكررة، مع عجز الدولة عن فرض القانون في المنطقة التي أُلحقت إداريًا بإقليم خيبر-بختونخوا عام 2018.

عودة المجالس القبلية

أكبر خان، من لجنة حقوق الإنسان في باكستان، يرى أن الدولة كانت تعتمد سابقًا على مجالس الجيرغا القبلية لحل النزاعات، لكنها الآن تخلت عن تمويل هذه المجالس، ويعزو ذلك إلى انشغال السلطات في إسلام أباد بالاضطرابات السياسية، ما أدى إلى تفاقم أعمال العنف الطائفي.

كورام ليست فقط منطقة نزاعات محلية؛ فهي تقع على حدود أفغانستان، في قلب الانقسامات الإقليمية بين الشيعة والسنة، النزاعات التي بدأت عقارية تحولت إلى صراعات طائفية بفعل تدخل جماعات مدعومة من إيران.

أحلام تُقتل

في سياق العنف المستمر في باكستان، دفعت الأرواح ثمناً باهظاً، وكانت فاطمة أحمد، أرملة تبلغ من العمر 21 عامًا، تأمل أن تبدأ حياة جديدة مع زوجها الذي قتل أثناء مرافقتها لتسجيلها في كلية الطب، تقول فاطمة: "لم يقتلوا زوجي فقط، بل قتلوا كل أحلامي معه".

نزيف مستمر

بينما يتحدث سكان كورام عن انتقام محتوم واستمرار دائرة العنف، يبقى مستقبل الإقليم معلقًا في فراغ تام، حيث تبدو الدولة عاجزة عن إحلال السلام، في حين يعيش السكان تحت تهديد دائم من الصراع والدمار.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية