«الصليب الأحمر»: 35 ألف مفقود بسوريا منذ اندلاع الصراع في 2011

«الصليب الأحمر»: 35 ألف مفقود بسوريا منذ اندلاع الصراع في 2011
عائلات سورية تحمل صور ذويها المفقودين

قال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، ستيفان ساكليان، إن اللجنة قد وثقت اختفاء 35 ألف شخص منذ اندلاع الصراع في سوريا قبل 13 عامًا.

ووفقا لبيان نشرته اللجنة، أمس الجمعة، أشار ساكليان إلى أن وراء كل حالة اختفاء هناك عائلة تعيش في معاناة مستمرة، حيث تتزايد الآلام مع مرور الزمن.

 وبين أن اللجنة لم تتوقف عن العمل لتقديم إجابات لتلك العائلات عن مصير أحبائهم، مؤكدا أن حق العائلات في معرفة مصير المفقودين يظل على رأس أولويات اللجنة.

وأوضح ساكليان أن هذا الأسبوع، مع فتح السجون وإطلاق سراح المعتقلين، عاشت العائلات لحظات عاطفية، مليئة بالأمل ولكن أيضًا بالأسى والغضب والإحباط.

وزار رئيس بعثة الصليب الأحمر وفريقه سجن صيدنايا للمرة الأولى، الثلاثاء الماضي، حيث شهدوا مئات الأشخاص ينتظرون في الخارج للحصول على معلومات عن أحبائهم، وقال إنه تحدث مع امرأة مسنّة كانت تقف منذ الساعة السابعة صباحًا على أمل العثور على أي خبر عن ابنها الذي اختفى منذ أكثر من عشر سنوات.

وثائق قد تحمل إجابات حاسمة

داخل السجن، رأى ساكليان أكوامًا من الوثائق التالفة المنتشرة في غرف مختلفة، ورجح أن تحتوي تلك السجلات على معلومات حاسمة قد تساعد في تحديد مصير العديد من المفقودين، وأكد أن اللجنة قامت بتسليم هذه الوثائق إلى المسؤولين المعنيين في السجن لضمان حفظها وحمايتها.

ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف في سوريا إلى ضرورة منع تدمير السجلات المهمة مثل سجلات الاعتقال، وقوائم المعتقلين المتوفين، والسجلات الخاصة بالمحاكم والمستشفيات.

وبينت أن تلك السجلات يمكن أن تكون حاسمة في تقديم إجابات للأسرة التي تبحث عن أحبائها المفقودين، وأكدت اللجنة أن حماية هذه الوثائق تعد خطوة أساسية في توفير معلومات حول مصير الأشخاص المفقودين.

دعم المفرج عنهم

واصلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استخدام خبراتها الطويلة لدعم جميع الأطراف المعنية في تحديد أماكن الأشخاص المفقودين، من خلال تقديم الدعم الفني لحفظ السجلات وحماية مواقع القبور، إضافة إلى ضمان اتباع المعايير الدولية في الطب الشرعي، وأوضح ساكليان أن اللجنة مستعدة للعمل كوسيط محايد لتسهيل عملية التعرف على هوية المعتقلين.

وتواصل اللجنة تقديم الدعم للأسر التي تبحث عن أحبائها والمعتقلين المفرج عنهم، تشمل هذه المساعدة الدعم في مجالات الصحة العقلية والرعاية الصحية والمساعدة الاقتصادية، إضافة للدعم القانوني والإداري، على سبيل المثال، سلمت اللجنة هذا الأسبوع إمدادات طبية إلى مستشفيين في دمشق لدعم رعاية الجرحى والمعتقلين السابقين.

الوصول لأماكن الاحتجاز

أضاف ساكليان أن اللجنة عرضت خدماتها على الأطراف المشاركة في النزاع لتسهيل زيارة الأشخاص المحتجزين لديهم، وأكد أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواصل دعواتها المتكررة للوصول إلى جميع أماكن الاحتجاز في سوريا.

وأوضح أن الصور التي تم مشاهدتها هذا الأسبوع توضح مدى أهمية الوصول إلى هذه الأماكن لتخفيف معاناة المحتجزين ومنع المزيد من الانتهاكات الإنسانية.

وأكد ساكليان، على أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستواصل العمل على تقديم الدعم للمعتقلين السابقين وأسر المفقودين لتلبية احتياجاتهم الأساسية، مع ضمان تقديم إجابات دقيقة حول مصير أحبائهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية