غوتيريش يدين قصف موظفي الأمم المتحدة في السودان ويدعو إلى تحقيق شامل

غوتيريش يدين قصف موظفي الأمم المتحدة في السودان ويدعو إلى تحقيق شامل
أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن غضبه إزاء مقتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي أمس الأول الخميس، جراء قصف جوي استهدف المكتب الميداني للبرنامج في منطقة يابوس بولاية النيل الأزرق في السودان.

وفي بيان صحفي صادر الجمعة عن المتحدث باسمه، قدم غوتيريش تعازيه لأسر الضحايا وزملائهم، مدينًا جميع الهجمات التي تستهدف موظفي ومرافق الأمم المتحدة والمساعدات الإنسانية، ومطالبًا بإجراء تحقيق شامل في الحادث. وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأكد البيان أن الحادثة تعكس التأثيرات الكارثية للصراع المستمر في السودان على المدنيين والجهود الإنسانية التي تحاول إيصال المساعدات الضرورية للمحتاجين.

وأضاف البيان أن عام 2024 سجل أسوأ حصيلة لعمال الإغاثة في السودان، مشيدًا بتفانيهم المستمر في تقديم الدعم الحيوي رغم المخاطر التي تهدد سلامتهم. ودعا غوتيريش جميع الأطراف إلى الالتزام بحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، مشددًا على ضرورة اتخاذ التدابير الكافية لتجنب استهدافهم.

كارثة إنسانية وجرائم حرب

وفي السياق ذاته، وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الحصار المفروض على مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور بأنه "يزهق الأرواح على نطاق واسع"، داعيًا قوات الدعم السريع إلى إنهائه فورًا.

ووفق تقرير صادر عن المفوضية، أسفرت الأعمال العدائية المستمرة عن مقتل 782 مدنيًا وإصابة 1143 آخرين، حيث تحولت المدينة إلى ساحة معركة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية وحلفائها.

وأوضح التقرير أن القصف العشوائي استهدف مناطق سكنية مكتظة، ما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين في منازلهم، والأسواق، وحتى المستشفيات، حيث تعرض مستشفى الولادة السعودي لقصف متكرر، وسط تصاعد حالات العنف الجنسي.

وحذر التقرير من أن استمرار الحصار وارتفاع وتيرة التعبئة القبلية قد يؤدي إلى تصعيد جديد، مع خطر استهداف مخيم زمزم للنازحين، الذي شهد قصفًا أودى بحياة 15 نازحًا.

نداء دولي لمنع الكارثة

دعا تورك المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لمنع وقوع كارثة إنسانية وشيكة، مشددًا على أهمية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن الفاشر، وأكد ضرورة تبني جهود الوساطة بحسن نية لإنهاء العنف ووضع حد لمعاناة المدنيين.

الأزمة السودانية

ومنذ اندلاع المعارك في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لقي أكثر من 20 ألف شخص مصرعهم وأُصيب آلاف آخرون، مع غياب إحصاءات دقيقة بسبب الفوضى المستمرة.

وأدى النزاع إلى تدمير أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم، وتصاعد العنف العرقي، وتشريد أكثر من 14 مليون مواطن، من بينهم مليون لاجئ فروا إلى دول مجاورة مثل مصر وتشاد.    

رغم جهود الوساطة الدولية، بما فيها محاولات الولايات المتحدة والسعودية، لم تدم الهدن المبرمة طويلاً بسبب خروقات متكررة، كما لم تثمر جهود الاتحاد الإفريقي ومنظمة "إيغاد" لحل النزاع.

وتواصل المنظمات الإنسانية التحذير من تدهور الأوضاع في السودان، الذي كان يعاني من أزمات اقتصادية وإنسانية حادة حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية