الأمم المتحدة تدين استهداف المدنيين وتدهور الوضع الإنساني بالسودان
الأمم المتحدة تدين استهداف المدنيين وتدهور الوضع الإنساني بالسودان
أدانت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، القصف المكثف والغارات الجوية التي استهدفت مناطق مدنية في دارفور والخرطوم خلال الأسبوع الماضي، وحذرت من تدهور الوضع الإنساني بالسودان.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، خلال مؤتمر صحفي عُقد في نيويورك، الأربعاء، إن الهجمات امتدت إلى مناطق حضرية مثل الفاشر والكومة وكبكابية وكتم في شمال دارفور، إضافة إلى مدينة نيالا في جنوب دارفور والخرطوم الكبرى، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
خسائر فادحة
أُبلغ عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، فضلاً عن تدمير واسع النطاق طال المنازل والأسواق والمرافق الصحية.
وأكدت المنسقة الأممية نكويتا سلامي، أن وجود المسلحين في المناطق المأهولة والمخيمات المزدحمة بالنازحين يمثل تهديدًا خطيرًا، مضيفة أن ذلك يعيق إيصال المساعدات الإنسانية الضرورية.
وحذرت سلامي، في بيان لها، من التداعيات المدمرة لهذه الانتهاكات، حيث قالت: "إن هذه الهجمات لا تعرض المدنيين للخطر فحسب، بل تعرقل أيضًا الجهود المبذولة لتوفير المساعدات الإغاثية".
دعوات لحماية المدنيين
ودعا دوغاريك الأطراف المتنازعة إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي، مشددًا على أهمية حماية المدنيين والمرافق الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والأسواق.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا، اليوم الخميس، لمناقشة الأزمة السودانية، حيث سيقدم توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إحاطة تفصيلية عن زيارته الأخيرة للسودان، التي تعد أول زيارة رسمية له منذ توليه منصبه الجديد.
السودان في قلب الصراع
ومنذ اندلاع المعارك في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لقي أكثر من 20 ألف شخص مصرعهم وأُصيب آلاف آخرون، مع غياب إحصاءات دقيقة بسبب الفوضى المستمرة.
وأدى النزاع إلى تدمير أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم، وتصاعد العنف العرقي، وتشريد أكثر من 14 مليون مواطن، من بينهم مليون لاجئ فروا إلى دول مجاورة مثل مصر وتشاد.
استمرار المعاناة
رغم جهود الوساطة الدولية، بما فيها محاولات الولايات المتحدة والسعودية، لم تدم الهدن المبرمة طويلاً بسبب خروقات متكررة، كما لم تثمر جهود الاتحاد الإفريقي ومنظمة "إيغاد" لحل النزاع.
وتواصل المنظمات الإنسانية التحذير من تدهور الأوضاع في السودان، الذي كان يعاني من أزمات اقتصادية وإنسانية حادة حتى قبل اندلاع المعارك الأخيرة.