«هآرتس»: الجيش الإسرائيلي يحول جباليا إلى «مدينة أشباح» بعد تدمير 70% من مبانيها
«هآرتس»: الجيش الإسرائيلي يحول جباليا إلى «مدينة أشباح» بعد تدمير 70% من مبانيها
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تحول مخيم جباليا شمال قطاع غزة إلى "مدينة أشباح" بعد أن دمّر الجيش الإسرائيلي نحو 70% من منازله ومبانيه بالكامل، ووصف المحلل العسكري للصحيفة، عاموس هرئيل، المشهد في المخيم بأنه يعكس خرابًا غير مسبوق، حيث تتجول الكلاب بحثًا عن الطعام بين الأنقاض.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها، أمس الأحد، أن العملية الإسرائيلية الأخيرة في المخيم هي الثالثة من نوعها خلال أقل من عام، بعد اجتياحات سابقة في ديسمبر 2023 ومايو الماضي.
وأشار التقرير إلى أن المباني القليلة المتبقية في المخيم تعرضت لأضرار كبيرة، ما يعمّق معاناة سكانه الذين اضطروا للنزوح تحت ضغط القصف المكثف.
خطة الجنرالات
يرتبط الدمار الذي لحق بجباليا بما يُعرف بخطة الجنرالات، وهي خطة إسرائيلية تهدف إلى تفريغ شمال قطاع غزة بالكامل من سكانه، ووفق الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يستخدم أساليب قاسية لإجبار السكان على مغادرة منازلهم، بما في ذلك إطلاق النار قرب المدنيين.
ورغم محاولات الجيش الإسرائيلي تقليل خسائره، تكبّد خلال العملية الأخيرة 35 قتيلًا ومئات الجرحى، خاصة أثناء التعامل مع المنازل المفخخة، وللحد من الخسائر، تبنّى الجيش أسلوبًا يعتمد على التدمير الممنهج والبطيء، ما أسفر عن دمار هائل في المخيم.
وفي ظل هذه العمليات، تتزايد مخاوف الفلسطينيين من الممرات التي يروّج لها الجيش الإسرائيلي باعتبارها آمنة، إذ تحوّلت هذه الممرات في السابق إلى مواقع استهدفها القصف، ما أوقع شهداء وجرحى وأدى إلى تشريد آلاف العائلات.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45.200 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 106 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.