الفائز بجائزة نوبل: التطور السريع للذكاء الاصطناعي قد يقضي على البشر خلال عقد

أطلق العالم البريطاني الحائز جائزة «نوبل» في الفيزياء هذا العام البروفيسور جيفري هينتون، تحذيرًا جادًا حول خطر الذكاء الاصطناعي على البشرية، مشيرًا إلى أن تطوره السريع قد يؤدي إلى القضاء على الجنس البشري خلال العقد المقبل.

وذكرت صحيفة «تلغراف» البريطانية، اليوم السبت، أن هينتون، البالغ من العمر 77 عامًا عبّر -خلال مقابلة مع برنامج "توداي" على راديو بي بي سي 4- عن ندمه على دوره في تطوير هذه التكنولوجيا، واصفًا إياها بـ"الثورة الصناعية" التي قد تكون هذه المرة تحت سيطرة الآلات.

الأذكى يسيطر

أكد هينتون، أن الذكاء الاصطناعي قد يجعل البشر عاجزين، مشبهًا العلاقة بين البشر والآلات المستقبلية بعلاقة أطفال في الثالثة من العمر مع الكبار، وأوضح أن التطور السريع للتكنولوجيا يجعلها أكثر ذكاءً منا، وهو ما يمثل تهديدًا بفقدان السيطرة على مصيرنا.

وأشار هينتون إلى أن الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانيات هائلة لزيادة الإنتاجية، ولكنه قد يؤدي إلى تفاقم الفجوة بين الأغنياء والفقراء، مع احتمالية فقدان العديد من الوظائف.

وحذر من أن ترك الأمر ليد الشركات الكبرى ودوافع الربح فقط لن يضمن تطوير هذه التكنولوجيا بأمان، داعيًا إلى تدخل حكومي صارم لتنظيم القطاع وضمان سلامة البشرية.

وعبّر هينتون عن ندمه بشأن تطوير هذه التكنولوجيا، لكنه أشار إلى أنه كان سيكرر الخطوات ذاتها لو عاد به الزمن، ومع ذلك، أبدى قلقه من أن الأنظمة الأكثر ذكاءً من البشر قد تتولى السيطرة في المستقبل، ما يفرض تحديات هائلة على المجتمعات والحكومات للتعامل مع هذا الخطر المتنامي.

تحذير أممي 

وسبق أن حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطرا على السلم والأمن على المستويين المحلي والدولي، داعيا الدول الأعضاء إلى وضع ضوابط لإبقاء التقنية تحت السيطرة.

وقال غوتيريش في جلسة هي الأولى التي يخصّصها مجلس الأمن في يوليو 2023 للبحث في مسألة الذكاء الاصطناعي: "من الجلي أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير على جميع مناحي الحياة".

وتابع: "الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه إمكانيات هائلة للخير والشر"، مشيرا إلى أن التقنية قادرة على المساعدة في تعظيم الإنتاج وتطويره ووضع حد للفقر أو علاج السرطان، ومن الممكن أيضا أن يكون لها "عواقب خطيرة جدا على السلام والأمن الدوليين".

ومن جهة أخرى "الاستخدامات الضارة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لأغراض إرهابية أو إجرامية أو لصالح دولة، يمكن أن تتسبب في مستويات مرعبة من الموت والدمار وتفشي الصدمات والضرر النفسي العميق على نطاق يفوق التصور"، بحسب غوتيريش.