إحياء التقاليد وسط الدمار.. حرفيو واجيما اليابانية يعيدون بناء مدينتهم بعد الزلزال
إحياء التقاليد وسط الدمار.. حرفيو واجيما اليابانية يعيدون بناء مدينتهم بعد الزلزال
في وسط مدينة واجيما اليابانية، يقف الحرفي تاكاهو شوجي، البالغ من العمر 53 عامًا، منكبًا على طاولة عمله ليضع طبقة من طلاء اللّك على قطعة خشبية، وسط آثار الزلزال المدمر الذي ضرب المدينة مطلع عام 2024.
ويشعر شوجي بمسؤولية كبيرة تجاه تقاليد الطلاء باللّك، التي تشكل جزءًا أصيلًا من هوية واجيما، يقول شوجي: "علينا أن نعمل بجد وإلا ستختفي هذه الحرفة" بحسب وكالة "فرانس برس".
ويُعد الطلاء باللّك في واجيما تقليدًا متوارثًا يتطلب أكثر من مئة خطوة معقدة، ومن بين الحرفيين البارزين، تايتشي كيريموتو، الذي يدير مشغلًا عائليًا منذ سبعة أجيال، بفضل تعاونه مع المهندس المعماري شيغيرو بان، تم إنشاء مساحات عمل مؤقتة للحرفيين المتضررين، فيما يجوب كيريموتو أنحاء اليابان للترويج لهذه الحرفة التي يعتبرها "مصدر دفء وراحة يختلف عن وسائل الراحة الحديثة".
إرادة الحياة أقوى من الدمار
رغم الخسائر الكبيرة، يستمر شوجي في إحياء تقاليد "واجيما نوري" مستلهمًا من تاريخ يمتد لقرون، بدأ تجربة تقنيات جديدة تواكب العصر، معبرًا عن إصراره على البقاء في المدينة والمساهمة في إعادة بنائها، رغم التحديات التي واجهها بعد تضرر منزله المؤقت بالفيضانات. يقول شوجي: "لا أعرف ما إذا كنت أتقدم، لكنني أعمل بكل طاقتي للاستمرار".
وبينما تكافح واجيما للتعافي، تبرز إرادة الحرفيين مثل شوجي وكيريموتو في الحفاظ على تراثهم الثقافي كمنارة أمل للمدينة وسكانها، ما يعكس قدرة التقاليد على مواجهة الكوارث وإعادة الحياة من جديد في اليابان.
دمار واسع وأمل مستمر
وكانت واجيما، الواقعة في شبه جزيرة نوتو، قد تعرضت في الأول من يناير 2024، لزلزال بقوة 7.5 درجة أدى إلى أمواج تسونامي وحرائق وانهيارات أرضية.
وخلال هذا الحدث، فقد آلاف السكان منازلهم وتوجهوا إلى الملاجئ، وفي سبتمبر، عادت الأمطار الغزيرة لتفاقم المعاناة، مدمرةً ما تبقى من المنازل ومعطلةً شبكة الحرفيين التي تضم 700 فرد يعملون في صناعة "واجيما نوري"، المشهورة بجودتها وتصاميمها الأنيقة.