«أوتشا»: انحسار وسائل بقاء المدنيين في غزة وسط استمرار الهجمات وتعطيل المساعدات
«أوتشا»: انحسار وسائل بقاء المدنيين في غزة وسط استمرار الهجمات وتعطيل المساعدات
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من انحسار وسائل بقاء الناس على قيد الحياة في قطاع غزة، في ظل استمرار الهجمات التي تستهدف الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ، مع تعطيل المساعدات الإنسانية، إلى جانب الغارات التي تودي بحياة المدنيين أو تتركهم بجراح كل ساعة.
مستشفى كمال عدوان خارج الخدمة
جاء ذلك عقب إعلان منظمة الصحة العالمية أن مستشفى كمال عدوان توقف عن العمل يوم الجمعة الماضي، بعد اقتحام القوات الإسرائيلية له، مما أسفر عن حرق أجزاء من المستشفى وإجبار المرضى والموظفين على المغادرة، وأفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية اعتقلت عددا من الأشخاص، بينهم مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية، الذي لا يزال مصيره مجهولا. وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
تسليم إمدادات طارئة
تمكنت وكالات أممية، بالتعاون مع شركاء مثل الهلال الأحمر الفلسطيني، في محاولة لتخفيف الأزمة الإنسانية، من إيصال إمدادات طبية وصحية ومياه وأغذية إلى المستشفى الإندونيسي، الذي استقبل المرضى والموظفين المُرحّلين من مستشفى كمال عدوان، ومع ذلك، فإن المستشفى الإندونيسي يواجه هو الآخر أضرارًا جسيمة، ولم يعد قادرًا على تقديم الرعاية الطبية بسبب انقطاع المياه والكهرباء وخدمات الصرف الصحي.
وقالت فلورنسيا سوتو نينو-مارتينيز من مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة في مؤتمر صحفي بنيويورك إن "عددًا من المرضى تم إجلاؤهم من المستشفى الإندونيسي، بينهم أربعة اعتقلتهم القوات الإسرائيلية عند نقاط التفتيش".
قيود تعيق المساعدات الإنسانية
وأشارت نينو-مارتينيز إلى أن بعثة الإغاثة الأخيرة كانت استثنائية، إذ واجهت معظم المحاولات السابقة للوصول إلى غزة، والتي بلغت 150 محاولة منذ أكتوبر، رفضًا إسرائيليًا، وحتى البعثة التي سُمح لها بالمرور واجهت صعوبات كبيرة، مما دفع أوتشا للتأكيد على ضرورة منح عمال الإغاثة وصولًا آمنًا وغير مقيد.
تحديات أخرى
في ظل تواصل القيود المفروضة على الواردات التجارية والقتال الدائر، أفادت تقارير بحدوث عمليات نهب مسلح طالت عشرات الشاحنات المحملة بالإمدادات في جنوب غزة خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما عرض السائقين لخطر كبير.
وحذرت الأمم المتحدة من أن القيود المفروضة وشح الموارد يعيقان الاستجابة الإنسانية في وقت تحتاج فيه الأسر بشدة إلى الغذاء والمأوى والملابس لمواجهة البرد القارس مع حلول الشتاء.
الحرب على قطاع غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد نحو 46 ألف مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 106 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.