«شؤون الأسرى»: عام 2024 الأسوأ في تاريخ المعتقلين الفلسطينيين

«شؤون الأسرى»: عام 2024 الأسوأ في تاريخ المعتقلين الفلسطينيين
معتقلون فلسطينيون في سجن النقب- أرشيف

أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدورة فارس، أن إسرائيل تشن حربًا على المعتقلين الفلسطينيين منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وهي حرب تتورط فيها جميع مؤسسات الدولة الإسرائيلية، بهدف الانتقام من الشعب الفلسطيني من خلال استهداف رموز كفاحه، وهم المعتقلون. 

وأوضح فارس، في مؤتمر صحفي عُقد في مركز البيرة الثقافي، اليوم الثلاثاء، خلال الاعتصام الأسبوعي لإسناد المعتقلين، أن إسرائيل تستخدم التعذيب والتنكيل والتجويع والبرد والإهمال الطبي في سجونها، مما أدى إلى استشهاد 54 معتقلًا فلسطينيًا منذ بداية الحرب، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وأشار رئيس هيئة شؤون الأسرى إلى أن بعض الجثامين يتم إخفاؤها من قبل الجيش الإسرائيلي، وذلك في إطار سياسة منهجية لحرمان أهالي المعتقلين من معرفة مصيرهم.

أوضاع قاسية في السجون

وأشار فارس إلى أن المعتقلين في السجون الإسرائيلية يعانون من أوضاع قاسية، خاصة في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد، حيث أكد أن العديد من حالات استشهاد المعتقلين كانت نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي. 

وذكر أن التنكيل بالمعتقلين في قطاع غزة أشد قسوة، حيث يتم اعتقالهم في ظروف أكثر وحشية، كما وجّه نداء استغاثة للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية من أجل اتخاذ إجراءات ملموسة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الجرائم.

من جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، أن عدد المعتقلين الشهداء وصل إلى 54 منذ السابع من أكتوبر 2023، وأن هناك خشية من أن يكون هناك معتقلون آخرون قد استشهدوا في السجون الإسرائيلية السرية مثل "سديه تيمان" دون إعلان مصيرهم. 

انتهاكات بحق المعتقلين

وأدان أبو يوسف جرائم الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذه الحرب لا يمكن أن تمر دون محاسبة، مطالبًا بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في الانتهاكات الجسيمة بحق المعتقلين.

في ذات السياق، دعا رئيس نادي الأسير، عبد الله الزغاري، إلى إطلاق حركة شعبية واسعة من أجل وقف الجرائم التي ترتكب بحق المعتقلين في السجون الإسرائيلية. 

وأشار إلى أن عام 2024 يُعتبر الأسوأ بالنسبة للمعتقلين الفلسطينيين، حيث تم اعتقال أكثر من 25 ألف مواطن منذ بداية الحرب، كما استخدم الجيش الإسرائيلي سياسة الاعتقال الإداري كعقاب انتقامي بحق الآلاف من الفلسطينيين.

جرائم إسرائيل تتزايد

وتحدث الزغاري عن استمرار الاعتقالات في قطاع غزة، حيث لا يزال الجيش الإسرائيلي يرفض الإفصاح عن مصير المعتقلين هناك، في حين يتم إخفاؤهم قسريًا أو توجيه التهم لهم دون محاكمات عادلة. 

وأكد أن المعتقلين في سجون الجيش الإسرائيلي يتعرضون لتعذيب ممنهج، وأن بعضهم يعاني من إهمال طبي متعمد يؤدي إلى استشهادهم. 

وكشف عن وجود عمليات تصفية مقصودة للمعتقلين الفلسطينيين، خاصة في معسكر "سديه تيمان" الذي يُعتبر مركزًا للتعذيب والانتهاكات الجسيمة.

ودعا مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، حلمي الأعرج، إلى ضرورة التحرك الدولي، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواصل انتهاك حقوق الإنسان دون رادع. 

وطالب الأعرج بتشكيل لجنة تحقيق دولية فورية للتحقيق في جرائم الجيش الإسرائيلي، مشددًا على أهمية تحرك المحكمة الجنائية الدولية لرفع قضية ضد حكومة الجيش الإسرائيلي.

تحرك شعبي وجماهيري

وطالب رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، بضرورة تعزيز التحرك الشعبي والجماهيري لمواجهة الانتهاكات المستمرة بحق المعتقلين الفلسطينيين، مؤكداً أن الحراك الشعبي يجب أن يرتقي إلى مستوى المعاناة التي يواجهها المعتقلون في السجون الإسرائيلية.

وأوضح شومان، أن مؤسسات الأسرى تجهز ملفات لتوثيق الجرائم المرتكبة ضد المعتقلين تمهيدًا للمطالبة بمحاسبة الجيش الإسرائيلي على أعلى مستوى سياسي وأمني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية