كريسبين ميندوزا.. من مُهاجر غير شرعي إلى عُمدة تستهدفه عصابات المخدرات المكسيكية
كريسبين ميندوزا.. من مُهاجر غير شرعي إلى عُمدة تستهدفه عصابات المخدرات المكسيكية
سلّطت صحيفة "نيويورك تايمز، اليوم الأربعاء، الضوء على قصة كريسبين أغوستين ميندوزا، الذي كان يعيش في الولايات المتحدة كمُهاجر غير مُسجل، مشيرة إلى قصة صعوده إلى منصب عمدة بلدة في المكسيك، وتحدياته في مواجهة عنف عصابات المخدرات، حيث نجا ميندوزا من مُحاولة اغتيال، لكنه يُصر على مُواصلة عمله.
هاجر والدا ميندوزا إلى الولايات المتحدة عندما كان رضيعًا، ونشأ مع أجداده، ثم انضم إلى والديه في كاليفورنيا في سن 14 عامًا، وبعد تهريبه عبر الحدود، درس ميندوزا في مدارس وجامعات كاليفورنيا، وتأثر بقادة مثل مارتن لوثر كينغ جونيور ونيلسون مانديلا وسيزار تشافيز.
كشف ميندوزا عن تفاصيل رحلته، من تهريبه إلى الولايات المتحدة في سن المُراهقة، إلى عودته إلى المكسيك ليُصبح سياسيًا، حيث عاد بعد سنوات قضاها في الولايات المتحدة، وعمل في مجال البناء، وأسس عمله الخاص في بناء المنازل، مُستهدفًا المكسيكيين الذين يأملون في العودة إلى وطنهم، إلى أن قرر خوض العمل السياسي، وانضم في البداية إلى حزب مورينا اليساري الحاكم، لكنه انضم لاحقًا إلى حزب غيريرو.
مُحاولة الاغتيال
تعرض منزل ميندوزا لهجوم مُسلح بعد إعلانه الترشح لمنصب العمدة، اختبأت زوجته وأطفاله تحت السرير بينما رد ميندوزا على المُهاجمين من سطح منزله.
نسب ميندوزا الهجوم إلى مُنافسين سياسيين مُتحالفين مع عصابات إجرامية، والآن هو يُواجه تحديات كبيرة، تشمل الحفاظ على حياته ومواجهة الفساد المُستشري في المنطقة.
تأثير المخدرات والجريمة المنظمة
تُعاني ولاية غيريرو من عنف شديد بسبب نشاط عصابات المخدرات، تستخدم هذه العصابات أساليب وحشية، بما في ذلك قطع رؤوس المسؤولين العموميين والهجمات بالطائرات بدون طيار.
ويُؤثر صعود مُخدر الفنتانيل سلبًا على اقتصاد المنطقة، حيث فقد العديد من الأشخاص وظائفهم في تجارة الهيروين.
تحويلات مالية
يعتمد اقتصاد بلدة ألكوزاوكا بشكل كبير على التحويلات المالية من المكسيكيين العاملين في الولايات المتحدة، لذلك يُؤثر أي تغيير في السياسات الأمريكية المُتعلقة بالهجرة سلبًا على هذه التحويلات، وبالتالي على اقتصاد البلدة.
وأعرب ميندوزا عن قلقه بشأن سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المُتعلقة بالهجرة، وتأثيرها المُحتمل على التحويلات المالية، حيث بلغت قيمة هذه التحويلات 63 مليار دولار في عام 2023، وتُعتبر مصدر دخل رئيسي للمكسيك.
مواجهة الفساد
يرفض ميندوزا الجلوس على مكتب العمدة في قاعة المدينة، لتجنب الارتباط بممارسات الفساد التي اتبعها أسلافه، وهو يُواجه اتهامات مُختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه يحظى أيضًا بدعم بعض السكان الذين يُثنون على كرمه ومساعدته لهم في الظروف الطارئة.
يُصر ميندوزا على إكمال فترة ولايته كعمدة، ويهدف إلى تحسين حياة السكان، وهو يُدرك المخاطر المُحيطة به، لكنه مُصمم على مُواجهتها، ويُؤكد أن هدفه الرئيسي هو سلامة عائلته، ويُخطط للابتعاد عن السياسة بعد انتهاء فترة ولايته.