«إيران إنترناشيونال»: طهران تطلب إخلاء سبيل مواطن إيراني مقابل الصحفية الإيطالية
«إيران إنترناشيونال»: طهران تطلب إخلاء سبيل مواطن إيراني مقابل الصحفية الإيطالية
أفاد مصدر مطلع على المحادثات بين الحكومة الإيطالية وعائلة الصحفية الإيطالية، تشيشيليا سالا، بأن السلطات الإيرانية طلبت الإفراج عن الصحفية المحتجزة في طهران شرط إطلاق سراح محمد عابديني نجف آبادي، المواطن الإيراني المعتقل في ميلانو.
وقال المصدر، اليوم الجمعة، إن هذا الطلب الذي لم يُعلن سابقًا يأتي في وقت حساس، إذ لم يُصرح المسؤولون الإيطاليون بما يشير إلى استجابة محددة من جانبهم، وفقا لموقع "إيران إنترناشيونال".
تشيشيليا سالا، البالغة من العمر 29 عامًا، كانت قد سافرت إلى إيران في 18 ديسمبر 2024 بتأشيرة صحفية، حيث تم اعتقالها في طهران ووضعت في زنزانة انفرادية في سجن إيفين.
وبينما كان محمد عابديني، 38 عامًا، قد اعتُقل في ميلانو في 15 ديسمبر بناءً على طلب الولايات المتحدة، التي تتهمه بالمشاركة في هجوم بطائرة مسيّرة في الأردن أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
ضغوط على الحكومة الإيطالية
وأكدت الحكومة الإيطالية أنها تعمل جاهدة على حل هذه القضية، في 1 يناير، أصدرت تشيشيليا سالا تصريحات وصفتها الصحافة الإيطالية بأنها "صادمة" خلال مكالمات هاتفية مع عائلتها، مما دفع وزارة الخارجية الإيطالية إلى مطالبة السلطات الإيرانية بالإفراج الفوري عن الصحفية وضمان ظروف اعتقالها.
وتزامن ذلك مع إعلان الحكومة الإيطالية عن اجتماع عقد في قصر رئاسة الوزراء في اليوم نفسه، لبحث الملف بشكل عاجل.
وأوضحت سالا في حديثها مع عائلتها أنها لم تتسلم الحزمة التي أعدتها السفارة الإيطالية وتحتوي على مستلزمات أساسية، على الرغم من تأكيد المسؤولين الإيرانيين بأنها قد وصلت.
وأفادت بأنها تحتجز في زنزانة ضيقة، وتنام على بطانية مفروشة على الأرض، دون أن ترى الحراس الذين يقدمون لها الطعام. هذه الظروف القاسية أدت إلى تصاعد الدعوات للإفراج عنها بأسرع وقت ممكن.
خلاف حول التهم الموجهة لسالا
ومن غير الواضح حتى الآن ما هي التهم الموجهة لسالا، وهو ما يزيد من تعقيد الأزمة، وفي 31 ديسمبر، أعلنت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية أن اعتقال سالا جاء بسبب "انتهاك القوانين الإيرانية"، وهو ما اعتبرته السلطات الإيطالية دليلاً على أن اعتقالها قد يكون تعسفيًا.
وتشير بعض المصادر إلى أن إيران قد تستخدم قضية سالا كورقة ضغط على الحكومة الإيطالية للموافقة على تسليم عابديني إلى الولايات المتحدة.
وبينما تواصل الحكومة الإيطالية المحادثات مع طهران، تشير بعض وسائل الإعلام الإيطالية إلى أن الولايات المتحدة قد ترى في القضية عملية "مقايضة" بين السجناء.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية دعمها للإفراج عن جميع المعتقلين بشكل تعسفي في إيران.
الموقف الإيراني في المفاوضات
ولم توضح إيران بشكل علني موقفها من هذه القضية، لكنها بدأت تدريجياً ترفع من ضغطها على إيطاليا باستخدام قضية عابديني كجزء من مفاوضات غير معلنة مع الحكومة الإيطالية.
وفقًا للمصادر، يواصل المسؤولون الإيرانيون التأكيد على أن جميع الخيارات مفتوحة لتسوية القضية بما يضمن الإفراج عن تشيشيليا سالا.
وبينما تزداد الضغوط القانونية على الحكومة الإيطالية، تحاول الحكومة إيجاد توازن بين الاستجابة للضغوط الدبلوماسية وتجنب التصعيد مع طهران.
البحث عن حل سريع
وفي المقابل، لا تزال عائلة سالا تُصر على أنه لا يوجد أي مبرر لاحتجاز ابنتهم، وهو ما يضاعف التحديات أمام المسؤولين الإيطاليين الذين يسعون جاهدين لإيجاد حل سريع لهذه القضية الحساسة.
وفي حين تركز السلطات الإيطالية على استكمال الإجراءات القانونية المتعلقة بقضية عابديني، فإن القرار السياسي بشأن الإفراج عن تشيشيليا سالا سيظل محورًا حساسًا قد يشهد تطورات جديدة خلال الأيام القادمة.