مستقبل غامض.. اللاجئون السوريون بفرنسا يعيشون حالة من القلق بشأن مصيرهم
مستقبل غامض.. اللاجئون السوريون بفرنسا يعيشون حالة من القلق بشأن مصيرهم
يواجه طالبو اللجوء السوريون في فرنسا حالة من القلق والتوتر بشأن مصير طلباتهم، وذلك في ظل التطورات الأخيرة في سوريا.
وأثار إعلان الحكومة الفرنسية في بداية الشهر عن إمكانية تعليق معالجة طلبات اللجوء للسوريين تساؤلات كثيرة حول المستقبل الغامض لأولئك الذين فروا من الحرب والاضطهاد بحثًا عن الأمان.
ورصدت قناة "فرانس 24"، شهادات عدد من هؤلاء اللاجئين الذين يعيشون في حالة من الاضطراب بسبب التغييرات السياسية المفاجئة.
التأثير على ملفات اللجوء
أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، في 9 ديسمبر الماضي، أن الحكومة تعمل على تعليق دراسة طلبات اللجوء للسوريين في ضوء التطورات الأخيرة في سوريا.
ويتخوف الكثير من اللاجئين من العودة إلى سوريا في ظل عدم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية، بعد سقوط النظام السابق وتولي إدارة جديدة للحكم تقودها فصائل المعارضة السورية.
وفي حديثها إلى فرانس 24، قالت رشا، الصحفية السورية من الأقلية الدرزية التي هربت من سوريا عام 2018 إلى لبنان، إنها وجدت نفسها في حالة من العجز في فرنسا، حيث لا يمكنها العمل أو تأمين مسكن.
وأضافت أن العودة إلى سوريا ليست خيارًا آمنًا بالنسبة لها ولأفراد الأقلية التي تنتمي إليها، في ظل الظروف الحالية.
وأعربت عن استيائها من تعليق طلبات اللجوء، معتبرة أن حياتها أصبحت معلقة بين الماضي والمستقبل، وأن الوضع بحاجة إلى حل سريع وعادل.
ظروف صعبة في فرنسا
ماهر، طالب اللجوء السوري البالغ من العمر 24 عامًا، والذي وصل إلى فرنسا بعد رحلة قسرية من سوريا ثم تركيا، يعيش هو الآخر في حالة من القلق والترقب.
عبّر ماهر، في حديثه مع فرانس 24، عن مخاوفه من تأثير تعليق معالجة الطلبات على مستقبله في فرنسا، موضحا أن الوضع السياسي في سوريا ما زال ضبابيًا.
وأضاف أن عودته إلى سوريا ستكون مستحيلة، نظرًا لتدمير منزله في حي القابون بدمشق، الذي تم مسحه من خرائط غوغل.
عدم الاستقرار في سوريا
وأشار الصحفي والناشط الحقوقي السوري، سرحان، إلى أن قرار تعليق طلبات اللجوء غير قانوني وغير منطقي في ضوء الأوضاع غير المستقرة في سوريا.
وأوضح سرحان، أن الحكومة الفرنسية لم تقدم أي تأكيد رسمي بشأن تعليق دراسة الطلبات، بل إن الوضع السياسي السوري ما زال غامضًا.
وأضاف أن جميع السوريين الذين فروا من نظام الأسد لا يزالون يعانون من غياب الأمان في ظل الهيمنة العسكرية الحالية على أجزاء كبيرة من البلاد.
المساعدة القانونية
وأوضح المحامي المختص بالهجرة واللجوء، باسم سالم، أن قرار تعليق طلبات اللجوء للسوريين في الاتحاد الأوروبي لم يتم تطبيقه بعد بشكل فعلي، ولكنه قد يؤدي إلى تأخير معالجة الطلبات.
وأكد أن القانون الفرنسي يُلزم السلطات بالبت في طلبات اللجوء في غضون ستة أشهر، وفي حال تجاوز هذه المدة، يمكن لطالبي اللجوء الاستفادة من إجراءات قانونية لزيادة فرصهم في الحصول على اللجوء.
ويظل وضع طالبي اللجوء السوريين في فرنسا غامضًا في ظل التطورات السياسية الأخيرة في سوريا، ففي الوقت الذي يسعى فيه هؤلاء للعيش في أمان بعيدًا عن الاضطهاد، يجدون أنفسهم في حالة من الانتظار والتوتر بسبب القرار الفرنسي بتعليق دراسة طلباتهم.
ويطالب هؤلاء اللاجئون بضرورة النظر في ظروفهم الإنسانية واتخاذ إجراءات سريعة تضمن حقوقهم الأساسية وتضع حداً لهذا الوضع المعلق.