«مكافحة الأمراض الإفريقية» تدعم مواجهة الأوبئة في الكونغو بـ 6 ملايين دولار
لإنشاء مختبرات جديدة
تسلمت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية معدات مختبرية واختبارات تشخيصية للكشف عن فيروس جدري القردة، وذلك ضمن دعم من المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وجرى تسليم المعدات خلال حفل نظمه المعهد الوطني للبحوث الطبية الحيوية في العاصمة كينشاسا.
وقال وزير الصحة العامة والنظافة والرعاية الاجتماعية الكونغولي، الدكتور روجر صامويل كامبا، اليوم الأحد، إن التكلفة الإجمالية للمعدات بلغت 6 ملايين دولار، مؤكدا أن هذه المعدات ستتيح لسبع مقاطعات في البداية استخدام تقنية "بي سي آر" للكشف عن الفيروسات، على أن يتم توسيع النطاق ليشمل جميع المقاطعات والمناطق الصحية في البلاد وفق وكالة الأنباء الكونغولية.
وأشار الدكتور كامبا إلى أن هذه المعدات ستساعد البلاد في الاستجابة السريعة للأوبئة المتكررة، مشيرًا إلى الدروس المستفادة من إدارة أزمات الإيبولا وكوفيد-19، موضحا أن التجارب السابقة كشفت عن نقاط ضعف في النظام الصحي، مثل التشخيص المتأخر ونقص المختبرات، ما أدى إلى هدر الموارد دون تعزيز البنية التحتية الصحية.
رؤية جديدة لما بعد الأوبئة
أكد الوزير أهمية التغيير في استراتيجيات مواجهة الأوبئة، مشددًا على ضرورة تعزيز النظام الصحي بعد الأوبئة لتجنب التكرار السابق للأخطاء، وأوضح أن تحسين المراقبة وإنشاء مختبرات متقدمة، إلى جانب تدريب مقدمي الرعاية الصحية، سيسهم في مواجهة التحديات الصحية المتزايدة.
يُعد الدعم المقدم خطوة نحو تحسين قدرات التشخيص والرعاية الصحية في الكونغو الديمقراطية، خاصة في ظل استمرار انتشار الأوبئة في المنطقة. وتسعى البلاد إلى تعزيز بنيتها الصحية لمواجهة أي تهديدات وبائية مستقبلية بفعالية أكبر.
وسجلت جمهورية الكونغو 30711 حالة إصابة بالكوليرا خلال العام المنقضي (2024)، بينها 420 حالة وفاة، بمعدل وفيات بلغ 1.37%.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن الكوليرا لا تزال متوطنة في الجزء الشرقي من البلاد، مما يتطلب استجابة صحية مكثفة لاحتواء المرض.
ظهور المرض
وظهر جدري القردة لأول مرة في الكونغو الديمقراطية عام 1970، حيث كان محدود الانتشار في عشرات الدول الإفريقية، إلا أن عام 2022 شهد تحولًا ملحوظًا، مع تسجيل حالات جديدة في دول متقدمة لم تعرف هذا المرض من قبل، ما زاد من أهمية التعاون الدولي لاحتواء الفيروس.
وينقسم الفيروس إلى سلالتين رئيسيتين: الأولى "كليد 1" التي تنتشر في وسط إفريقيا وتؤثر غالبًا على الأطفال، والثانية "كليد 1 ب" التي تنتشر في شرق الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة، وتؤثر بشكل أكبر على البالغين.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد ذكرت أن الوضع الوبائي لفيروس جدري القردة في إفريقيا مثير للقلق، مشيرة إلى تفشي الوباء بشكل خاص في جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي وأوغندا.
وأبقت لجنة الطوارئ التابعة للمنظمة، في اجتماعها الثاني في نوفمبر الماضي، على وباء جدري القردة كحالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.