«صحيفة سودانية»: أزمة سيولة خانقة تزيد معاناة المواطنين بعدة ولايات
«صحيفة سودانية»: أزمة سيولة خانقة تزيد معاناة المواطنين بعدة ولايات
تعاني معظم ولايات السودان من أزمة سيولة حادة أدت إلى ازدحام كبير أمام البنوك، حيث يواجه المواطنون صعوبة في الحصول على النقد اللازم لتلبية احتياجاتهم اليومية.
وأصدر البنك المركزي السوداني توجيهات للبنوك بالسماح للعملاء بسحب 200 ألف جنيه يوميًا من حساباتهم، وذلك في محاولة للتخفيف من الأزمة، لكن العديد من البنوك لم تتمكن من تنفيذ القرار بسبب نقص العملة النقدية، بحسب ما ذكرت صحيفة "المشهد السوداني"، الأحد.
شكاوى المواطنين ومحدودية الحلول
عبّر عدد من المواطنين عن معاناتهم جراء نقص السيولة، ما دفعهم للاعتماد على تطبيقات مصرفية مثل "بنكك" في عمليات الشراء، إلا أن هذه الحلول قوبلت بعوائق أخرى، حيث ترفض بعض المتاجر، خاصة المخابز، التعامل بالتطبيقات المصرفية، نظرًا لعدم توفر أجهزة اتصال مناسبة لدى بعض البائعين.
ووفقًا لما نقلته صحيفة "المشهد السوداني"، فإن الأسواق المحلية تشهد ركودًا ملحوظًا بسبب عدم توفر النقد.
وكشف مصدر مصرفي أن الأزمة تعود إلى تأخر طرح فئة الـ500 جنيه، وهو ما أدى إلى نقص السيولة في معظم البنوك.
وأشار المصدر إلى أن بعض البنوك اضطرت إلى تقليص سقف السحب اليومي إلى 100 ألف أو حتى 50 ألف جنيه، بينما فشلت بنوك أخرى تمامًا في تلبية طلبات العملاء.
تداعيات اقتصادية وإنسانية
اتفق خبراء اقتصاديون على أن أزمة السيولة الحالية لها تأثير سلبي مباشر على أسعار السلع الأساسية، مما يضاعف من معاناة المواطنين الذين يفتقرون إلى القدرة المالية اللازمة لتغطية احتياجاتهم.
وأشاروا إلى أن الركود الاقتصادي الناجم عن نقص النقد يهدد استقرار الأسواق.
من جانبها، حذرت منظمات دولية من أن الأزمة تفاقم التحديات الإنسانية، خاصة مع ارتفاع تكاليف النقل اللازم لتوصيل المساعدات إلى المتضررين من الصراع المستمر في البلاد.
وتعكس أزمة السيولة في السودان جزءًا من المشكلات الاقتصادية العميقة التي يعاني منها البلد، والتي تفاقمت بفعل الصراعات والحرب، وبينما يتطلع المواطنون إلى حلول عاجلة، يبدو أن معالجة الأزمة تتطلب جهودًا مستدامة تتجاوز الإجراءات المؤقتة.