جراحة على ضوء الهواتف تثير الجدل حول تدهور الخدمات الصحية بالسودان
جراحة على ضوء الهواتف تثير الجدل حول تدهور الخدمات الصحية بالسودان
أثارت صورة مؤثرة لعدد من الأطباء في المستشفى السعودي بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، جدلًا واسعًا بشأن الأوضاع الصحية المتدهورة في السودان.
تُظهر الصورة التي نشرتها تنسيقية لجان مقاومة الفاشر على حسابها بموقع "فيسبوك"، اليوم الأحد، الأطباء وهم يجرون عملية جراحية لأحد المرضى باستخدام ضوء الهواتف المحمولة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي بسبب الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.
وسلطت الصورة الضوء على تفاني الطاقم الطبي في مواجهة الظروف القاسية.
في ظل انعدام الكهرباء، لجأ الأطباء إلى "مصابيح الهواتف المحمولة" لإنقاذ حياة المرضى، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه القطاع الصحي في البلاد، خاصة في المناطق التي تعاني من النزاع.
تعليق حاكم إقليم دارفور
في تغريدة على منصة إكس، وصف مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، الصورة بأنها تجسيد حقيقي للحالة الإنسانية في الفاشر.
وأشاد بالأطباء الشجعان الذين يواصلون عملهم رغم المخاطر والصعوبات، قائلًا: “في جنح الليل، داخل الملاجئ، وبتفادي استهداف المسيرات العابرة للدعم السريع، تجرى هذه العمليات باستخدام المصابيح المحمولة”.

وأضاف مناوي أن هذه الظروف الصعبة تتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لمنع استمرار ما وصفه بـ"القتل الممنهج" من قبل الجماعات المسلحة.
وتشير هذه الحادثة إلى التدهور الحاد في الخدمات الصحية بالسودان، حيث تسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في انهيار البنية التحتية.
وتعاني المستشفيات من نقص في الإمدادات الطبية، وانقطاع مستمر للكهرباء، وضعف التمويل، مما يفاقم معاناة المواطنين، خصوصًا في المناطق المتضررة من النزاع.
دعوات دولية لإنهاء الأزمة
وأثارت الصورة تفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دعا ناشطون ومنظمات إنسانية إلى ضرورة اتخاذ خطوات فورية لدعم النظام الصحي في السودان، وضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الطبي، وطالبوا بإنهاء النزاع وتوفير ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.
وفي ظل استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية، تظل شجاعة الأطباء وتفانيهم أملًا مضيئًا في مواجهة الظلام الذي يخيّم على السودان.