طلاب فلسطينيون من غزة يسعون لحياة أفضل في فرنسا بعيداً عن آلام الحرب

طلاب فلسطينيون من غزة يسعون لحياة أفضل في فرنسا بعيداً عن آلام الحرب
العاصمة الفرنسية - باريس

وصل عاصم أبوظريفة، طبيب شاب يبلغ من العمر 25 عامًا، ومحمد العالول، طالب سابق في العلوم المالية، إلى فرنسا بعد معاناة طويلة مع الحرب والنزوح في قطاع غزة، رغم أن حياتهما بدأت تأخذ مسارًا جديدًا في فرنسا، إلا أن ذكريات الحرب ما زالت تطاردهم وتؤثر على حياتهم اليومية.

دوافع إنسانية

كان عاصم يعالج المصابين في مستشفى الشفاء، أحد أكبر مستشفيات غزة، حيث واجه نقصًا حادًا في المعدات والأدوية وسط أعداد هائلة من الجرحى، بمن في ذلك العديد من الأطفال، ولكنه وفقا لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء غادر إلى القاهرة بحثًا عن فرصة لتحقيق حلمه في أن يصبح طبيب قلب، حيث وجد إعلانًا عن منحة دراسية فرنسية مخصصة لطلاب غزة، فتحقق حلمه بالوصول إلى فرنسا.

أما محمد، فعمل كمتطوع في مستشفى الشفاء خلال الحرب، ونظم لاحقًا أنشطة ترفيهية للأطفال في مخيمات اللاجئين، رغم الصعوبات، كان تصميمه على بث الفرح ومساعدة الآخرين دافعًا قويًا له.

بداية جديدة في فرنسا

من خلال منحة "الممر الجامعي"، وصل عاصم ومحمد إلى فرنسا حيث بدؤوا تعلم اللغة الفرنسية كخطوة أولى نحو إكمال دراستهم، ورغم الأمن والاستقرار الذي شعروا به في فرنسا، فإن الحنين إلى الوطن والأهل لم يفارقهم.

يأمل محمد أن يعود إلى غزة يومًا إذا أصبحت "صالحة للعيش"، مشيرًا إلى أن الغربة لم تنسه وطنه، إذ يقول: "غادرت غزة، لكن يبدو لي أنني ما زلت أعيش فيها".

في فرنسا، يسعى الطلاب الفلسطينيون من غزة إلى بناء مستقبل جديد وسط دعم من الحكومة الفرنسية، لكن الحرب وآثارها تظل جزءًا لا يتجزأ من رحلتهم، تضيف عمقًا إنسانيًا لتجربتهم.

الحرب على قطاع غزة               

عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.

وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45.900 مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 109 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.

ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.

وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.

ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية