غضب شعبي بسبب طلاء جدران زنازين المعتقلين في سوريا

غضب شعبي بسبب طلاء جدران زنازين المعتقلين في سوريا
سجن صيدنايا السوري- أرشيف

أثار دخول متطوعين إلى أحد مراكز الاعتقال وقيامهم بطلاء جدرانه غضب عائلات المفقودين والمنظمات الحقوقية، التي حذّرت من طمس معالم الجرائم المرتكبة خلال النزاع السوري

ودعت هذه الجهات، اليوم الأربعاء، السلطات الجديدة في سوريا، التي تولت السلطة في 8 ديسمبر الماضي بعد سقوط نظام بشار الأسد، إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع الدخول العشوائي إلى السجون والحفاظ على أدلتها، وفق وكالة "فرانس برس".

انتشرت مقاطع فيديو تظهر متطوعين داخل مركز اعتقال تابع لفرع أمني، حيث قاموا بطلاء الجدران التي حملت نقوشاً وشهادات تركها المعتقلون. 

وأثار هذا التصرف استياء العائلات والمنظمات، التي اعتبرته استهتاراً بمعاناة المعتقلين وطمساً لمعالم الجرائم.

بيانات تندد وتطالب بالحماية

في بيان مشترك، نددت عشرات المنظمات المعنية بملف المعتقلين، منها رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، بالتصرفات غير المسؤولة تجاه هذه الأماكن. 

وأكد دياب سرية، ممثل الرابطة، أن طلاء الزنازين يعيق عمليات التوثيق ويؤثر على جهود التحقيق في الجرائم التي شملت التعذيب والإخفاء القسري.

شهادات مؤلمة

وروت جومان شتيوي، وهي معتقلة سابقة، كيف كانت الجدران في الزنازين تحمل أسماء وأرقام المعتقلين، كوسيلة لإيصال أخبارهم إلى ذويهم. 

وأكدت أن طمس هذه النقوش يمثل سرقة لذاكرة المعتقلين وانتهاكاً لحقوقهم.

وطالبت منظمات حقوقية، مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، السلطات السورية الجديدة باتخاذ خطوات عاجلة لحفظ الأدلة المرتبطة بجرائم الحرب، بما يشمل الوثائق الرسمية والمواقع التي شهدت انتهاكات جسيمة.

تحديات مستمرة

وصفت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، مسألة الكشف عن مصير المفقودين بأنها "تحدٍّ هائل" يتطلب سنوات من العمل. 

وأكدت أن قضية المعتقلين تشكل أحد أبرز أوجه المأساة السورية، التي خلفت أكثر من نصف مليون قتيل على مدار 13 عاماً.

وتتزايد المطالبات المحلية والدولية بضرورة التعامل مع مراكز الاعتقال كأدلة حيّة على الانتهاكات المرتكبة خلال النزاع، كما تؤكد المنظمات الحقوقية أهمية الشفافية وحفظ الحقوق لتجنب تكرار المآسي وضمان العدالة للضحايا.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية