الأمم المتحدة: تصعيد النزاع في اليمن يهدد استقرار المنطقة

الأمم المتحدة: تصعيد النزاع في اليمن يهدد استقرار المنطقة
هانس غروندبرغ

أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن الحاجة إلى معالجة الأزمة اليمنية باتت أشد إلحاحاً من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن تحقيق الاستقرار الإقليمي يعتمد بشكل جزئي على إحلال السلام في اليمن.

وأوضح غروندبرغ في إحاطته أمام مجلس الأمن الأربعاء، أن الوضع الإقليمي المتدهور يزيد من تعقيد الأزمة اليمنية، حيث بات السياق دولياً بشكل متزايد مع تصاعد الهجمات على البحر الأحمر وضربات انتقامية على الأراضي اليمنية، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

ودعا جميع الأطراف إلى خفض التصعيد بشكل فوري والعمل بجدية لتحقيق السلام، مؤكداً أن الشعب اليمني الذي يقترب تعداده من أربعين مليون نسمة قد انتظر طويلاً لإنهاء هذا النزاع.

تصعيد ميداني وأوضاع متدهورة

وأشار المبعوث الأممي إلى تصعيد ميداني جديد على العديد من الخطوط الأمامية، مما يهدد بإهدار المكاسب الأمنية التي تحققت منذ هدنة 2022، كما حذّر من العواقب الإنسانية الكارثية لأي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى تعميق معاناة الشعب اليمني الذي يعاني منذ عقد من النزاع.

وأعرب غروندبرغ عن قلقه من التدهور الاقتصادي المستمر الذي يؤثر على الفئات الأكثر هشاشة، مشدداً على أهمية معالجة هذه التحديات عبر التعاون بين الأطراف، كما دعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين الأمميين والمعتقلين تعسفياً في اليمن، بناءً على دعوات منظمة الصحة العالمية المتكررة.

ودعا غروندبرغ مجلس الأمن إلى توحيد رسائله لضمان تحقيق السلام في اليمن، مؤكداً أن اليمن المستقر والمسالم يخدم مصالح الجميع، واختتم بالتأكيد على ضرورة الالتزام بتطلعات الشعب اليمني نحو السلام والكرامة ومستقبل خالٍ من الحرب.

الأزمة الإنسانية وتأثير التصعيد

من جانبها، نبهت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، إلى الزيادة المقلقة في الهجمات على البنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها ملايين اليمنيين في تلبية احتياجاتهم الأساسية، مشيرة إلى الغارات الجوية التي استهدفت موانئ ومطارات رئيسية مثل ميناء الحديدة ومطار صنعاء.

وأكدت مسويا أن 17 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينما يعاني نصف الأطفال دون سن الخامسة من التقزم بسبب سوء التغذية.

وأشارت إلى تفاقم انتشار الكوليرا، مؤكدة أن الأزمة الإنسانية في اليمن تتعمق مع تزايد أعداد المحتاجين للمساعدة الإنسانية والحماية، التي بلغت 19.5 مليون شخص في عام 2025، بزيادة 1.3 مليون مقارنة بعام 2024.

وشددت مسويا على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، ودعت إلى تمويل المساعدات الإنسانية بشكل كامل لتخفيف المعاناة المتفاقمة، كما أكدت دعمها لجهود المبعوث الأممي لدفع عملية سياسية شاملة تُفضي إلى انتقال سلمي بقيادة يمنية.

أزمة ومعاناة إنسانية

ويشهد اليمن معاناة إنسانية كبيرة منذ أكثر من 10 سنوات نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، وميليشيات الحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.

وتسيطر ميليشيات الحوثيين على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.

وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.

وتسعى الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار، من أجل الشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في عام 2018.

وبعد أكثر من 10 سنوات من الصراع، ما زال 18.2 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى الدعم، وتشير التقديرات إلى أن 17.6 مليون شخص واجهوا أزمة انعدام الأمن الغذائي خلال العام الماضي 2024.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية