أزمة انقطاع الكهرباء في «كردستان العراق» تثقل كاهل المواطنين

أزمة انقطاع الكهرباء في «كردستان العراق» تثقل كاهل المواطنين
أزمة انقطاع الكهرباء في كردستان

يعاني سكان إقليم كردستان من أزمة كهرباء خانقة تتجسد في نقص حاد في ساعات الإمداد الكهربائي الحكومية، التي لا تتجاوز 7 ساعات يوميًا. 

ودفع هذا النقص المستمر في الطاقة المواطنين إلى اللجوء إلى المولدات الكهربائية الخاصة، التي تشهد تشغيلًا يفوق 13 ساعة يوميًا، مما يضاعف الأعباء المالية على الأفراد، وخاصة الموظفين الذين يعانون من تأخير في صرف الرواتب، بحسب ما ذكرت قناة "الحرة" الأمريكية، اليوم الخميس.

وأصبح الاعتماد على المولدات هو الخيار الوحيد لمعظم العائلات، حيث يتراوح سعر الاشتراك الشهري في المولدات بين 50 و75 دولارًا.

وبالنسبة للعديد من المواطنين، يعد هذا المبلغ عبئًا إضافيًا لا يمكن تحمله، ما يزيد من معاناتهم الاقتصادية، وتعتبر هذه التكاليف المرتفعة مشكلة كبيرة، خاصةً في ظل تأخر دفع الرواتب الشهرية.

ارتفاع الديون على المواطنين

ومع ازدياد الفواتير غير المدفوعة، تراكمت ديون الكهرباء على المواطنين والمؤسسات الحكومية بشكل كبير. ويقدر مسؤولون في وزارة الكهرباء أن إجمالي ديون الكهرباء يتجاوز تريليون دينار. 

ويعاني المواطنون من ارتفاع أسعار الوقود المستخدم في المولدات بسبب توقف الدعم الحكومي، ما يزيد من معاناتهم.

وتسببت المولدات الكهربائية في تفاقم التلوث البيئي في الإقليم، حيث سجلت وزارة الصحة في 2023 نحو 10 آلاف حالة جديدة من السرطان، نتيجة الانبعاثات السامة الناتجة عن احتراق الوقود. 

وتعد الجسيمات الدقيقة الناتجة عن المولدات أحد الأسباب الرئيسية للأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية. 

ورغم محاولات بعض أصحاب المولدات استخدام مرشحات لتقليل الانبعاثات، فإن بعضهم يواصل استخدام وقود رديء لتقليص التكاليف، مما يفاقم المشكلة.

حلول لم تُنهِ الأزمة

حاولت حكومة إقليم كردستان تطبيق حلول لتخفيف المعاناة، مثل تركيب العدادات الذكية ونظام الدفع المسبق، لكن هذه الحلول لم تؤثر بشكل كبير على واقع الكهرباء في الإقليم. 

وبحسب ما أشار مسؤول كهرباء السليمانية سيروان محمد، فإن المشكلة تتكرر سنويًا في فصلي الصيف والشتاء بسبب زيادة الطلب على الطاقة، ما يتسبب في تقليص ساعات الإمداد.

ارتفاع معدلات التلوث

يشير عبد الرزاق خيلاني، المتحدث باسم هيئة حماية البيئة، إلى أن المولدات تُعد من أكبر مسببات تلوث الهواء في الإقليم، حيث يتجاوز مستوى التلوث أحيانًا ضعف المعدل الطبيعي. 

وقد أوصى الخبراء بتفعيل محطات متطورة مزودة بأجهزة استشعار لرصد التلوث بدقة.

وتسببت جزيئات الوقود المحترق في أضرار صحية جسيمة، حيث تتراكم في الجهاز التنفسي والأوعية الدموية، ما يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة، بما في ذلك السرطان. 

وفي ظل استمرار انقطاع الكهرباء، أصبحت المولدات خيارًا ضروريًا رغم مخاطرها البيئية والصحية.

ورغم الإجراءات المتخذة، لا يزال الوضع كما هو عليه، ويظل المواطنون في إقليم كردستان يعانون من أزمة كهرباء خانقة، تتفاقم معها الأعباء الاقتصادية والبيئية، مما يضعهم في مواجهة مع تحديات الحياة اليومية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية