نيويورك تايمز: بايدن يمنح العفو لزعيم الحقوق المدنية ماركوس غارفي

اعترافًا بدوره في حركة النضال العرقي

نيويورك تايمز: بايدن يمنح العفو لزعيم الحقوق المدنية ماركوس غارفي
الرئيس الأمريكي جو بايدن

أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، عفوًا عن خمسة أفراد، من بينهم زعيم الحقوق المدنية ماركوس غارفي، الذي قاد حركة القومية السوداء في عشرينيات القرن الماضي.

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، جاءت هذه الخطوة ضمن سلسلة من قرارات العفو التي أصدرها بايدن في أسابيعه الأخيرة بمنصبه، وشملت العفو عن نشطاء وموظفين حكوميين كان لهم تأثير كبير في مجتمعاتهم.

منح بايدن العفو لغارفي بعد وفاته، مشيرًا إلى إدانته المثيرة للجدل في عام 1923 بتهمة الاحتيال عبر البريد، والتي وصفها المدافعون عن الحقوق المدنية والمشرّعون بأنها غير عادلة واستهدفت نشاطه الحقوقي.

خطوة نحو العدالة

أكد الرئيس أن قراراته تعكس إيمانه بقدرة الأفراد على التغيير الإيجابي وإعادة الاندماج في المجتمع، وأوضح أن هذه القرارات تمثل التزامًا بإصلاح التفاوتات الطويلة الأمد في نظام العدالة الجنائية، والتي أثرت بشكل غير متناسب على المجتمعات الأقلية.

وقال بايدن: "كل من شملهم العفو أظهروا ندمًا وإعادة تأهيل، وساهموا في تحسين مجتمعاتهم بشكل ملموس"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة جاءت لتسليط الضوء على أهمية المساءلة والعدالة التصحيحية.

ماركوس غارفي.. رمز للتحرر

اعتُبر ماركوس غارفي، الذي وُلد في جامايكا عام 1887، من أبرز القادة السود في التاريخ الأمريكي، قاد حركة القومية السوداء ودعا إلى تحقيق استقلال السود وتعزيز الفخر العرقي.

وأسس شركة النقل البحري المملوكة للسود "بلاك ستار لاين"، ورابطة تحسين الزنوج العالمية التي دعت إلى توحيد المجتمعات السوداء عالميًا.

وتعرض غارفي للسجن لمدة خمس سنوات بتهمة الاحتيال عبر البريد، قضى منها عامين قبل أن يُخفف الرئيس كالفين كوليدج عقوبته عام 1927، عاد غارفي إلى موطنه الأصلي جامايكا بعد إطلاق سراحه، لكنه واصل نشاطه في الدفاع عن حقوق السود حتى وفاته في لندن عام 1940.

تأييد واسع للعفو

رحّب قادة الحقوق المدنية والمشرّعون بقرار بايدن، مؤكدين أن إدانة غارفي كانت إجهاضًا للعدالة، واعتبروا أن هذه الخطوة تعيد الاعتبار لقائد ألهم أجيالًا من المدافعين عن حقوق الإنسان، من بينهم مالكوم إكس ونيلسون مانديلا.

وقالت رئيسة صندوق الدفاع القانوني التابع للرابطة الوطنية لتقدم الملونين (NAACP)، جاناي نيلسون: "إلغاء إدانة غارفي يزيل وصمة كانت تمثل استخدامًا غير عادل للقانون ضد صوت حقوقي بارز".

وشمل العفو الرئاسي أيضًا شخصيات أخرى مثل داريل تشامبرز، ناشط في منع العنف المسلح، ورافي راغبير، ناشط بارز في مجال حقوق المهاجرين، كما شمل العفو دون سكوت، محامٍ سابق خدم عقوبته عن جريمة مخدرات وانتُخب لاحقًا في المجلس التشريعي لفيرجينيا.

وخفّف بايدن أيضًا الأحكام الصادرة بحق شخصين كانا يقضيان عقوبات بالسجن مدى الحياة عن جرائم ارتكباها في تسعينيات القرن الماضي.

وأعلن أن روبن بيبولز وميشيل ويست سيُطلق سراحهما الشهر المقبل، في خطوة وصفها نشطاء الحقوق المدنية بأنها تعكس العدالة التصحيحية.

قضية كيمبا سميث

منح بايدن عفوًا لكيمبا سميث، ناشطة في مجال العدالة الجنائية، التي حُكم عليها بالسجن لمدة 24 عامًا ونصف بسبب ارتباطها بجريمة مخدرات رغم أنها كانت ضحية للعنف المنزلي ولم ترتكب الجريمة مباشرة.

وحصلت سميث على دعم واسع من صندوق الدفاع القانوني التابع للرابطة الوطنية لتقدم الملونين، مما أدى إلى تخفيف عقوبتها في عهد الرئيس بيل كلينتون.

قالت سميث بعد حصولها على العفو: "أشعر بأنني أمتلك الآن حرية حقيقية، بعد سنوات من العمل لإثبات قدرتي على التغيير الإيجابي"، معربة عن تطلعها لمواصلة العمل من أجل العدالة الجنائية، مؤكدة أن قصتها تمثل أملًا للمحرومين من العدالة.

رسالة أوسع

اختتم بايدن قراراته بتأكيده على أهمية دعم الأفراد الذين يسعون لإعادة بناء حياتهم، وقال: "نحن نؤمن بالفرصة الثانية، لأن كل إنسان يستحق أن يُحكم عليه بما يفعله الآن، وليس بما فعله في الماضي".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية