مسؤولة أممية تدعو حركة «أم 23» للالتزام بالهدنة المتفق عليها في الكونغو
مسؤولة أممية تدعو حركة «أم 23» للالتزام بالهدنة المتفق عليها في الكونغو
عبّرت المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة لاستقرار جمهورية الكونغو الديمقراطية (MONUSCO)، ندى خدي لو، عن بالغ قلقها من تدهور الوضع الأمني في المنطقة بعد أن واصل متمردو حركة "أم 23" تحقيق تقدم سريع في شرق البلاد وتمكنوا من السيطرة على عدة مناطق مهمة في شمال وجنوب كيفو.
ودعت المسؤولة الأممية الجماعة المسلحة إلى إلقاء أسلحتها والامتثال للهدنة التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأكدت في تصريحاتها أن بعثة الأمم المتحدة ما زالت تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في تلك المناطق، خاصة بعد تقدم المتمردين في منطقة شمال كيفو.
سيطرة "أم 23" على مينوفا
تمكن متمردو حركة "أم 23" من السيطرة على مدينة مينوفا الواقعة في جنوب كيفو، والتي تعد نقطة حيوية على الطريق المؤدي إلى مدينة غوما، إحدى أهم مدن جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يمتد فيها النزاع إلى منطقة جنوب كيفو، مما يضاعف من تعقيد الوضع الأمني، ففي ظل انسحاب بعثة الأمم المتحدة من المنطقة في يونيو 2024، أصبح سكان جنوب كيفو عرضة للتهديدات الأمنية المستمرة، حيث قوبل هذا التقدم المتمرد بالعديد من الخسائر البشرية، بالإضافة إلى تهجير أكثر من 250 ألف شخص من مناطقهم.
وسيطرت حركة "أم 23" أيضًا على ميناء كاسونيو، وهو محور استراتيجي للنقل عبر بحيرة كيفو، مما يعزز قدراتها على تأمين طرق الإمداد للنقل النهري والتجارة، بالإضافة إلى استغلال الموارد المعدنية في المنطقة.
وأكد مسؤولو الأمم المتحدة أن السيطرة على مينوفا قد تؤثر على شمال كيفو بشكل كبير، حيث يعيش أكثر من 2.8 مليون نازح في مناطق قريبة مثل غوما وساكي.
القتال في شمال كيفو
استمرت المعارك العنيفة بين الجيش الكونغولي (القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية) وحركة "أم 23" في منطقة شمال كيفو، حيث اندلعت مواجهات جديدة بالقرب من مدينة ساكي، التي تعتبر نقطة استراتيجية.
ورغم هذه الاشتباكات المستمرة، أكدت لو أن بعثة الأمم المتحدة تنفذ عملية "سبرينغبوك" بالتنسيق مع القوات الكونغولية منذ نوفمبر 2023، وأنها قد أنشأت مواقع دفاعية قرب غوما وساكي لوقف تقدم المتمردين نحو هذه المدن الكبرى.
وأدت الاشتباكات الأخيرة في بويرمانا إلى قتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص، مما أدى إلى نزوح جديد باتجاه مناطق مثل كاليهي في جنوب كيفو، وكذلك غوما وروسايو.
في الوقت نفسه، تواصل القصف بالقذائف الهاون تهديد حياة المدنيين في مواقع النازحين، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.
الاستجابة الإنسانية
على الرغم من وجود الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في جنوب كيفو، فإن غياب الدعم اللوجستي المباشر من بعثة الأمم المتحدة لاستقرار جمهورية الكونغو الديمقراطية يزيد من تعقيد الاستجابة الإنسانية.
وأكدت لو أن هذه الوكالات لا تتلقى دعمًا كافيًا في ظل الأوضاع الحالية، داعية إلى تضافر الجهود الدولية لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية.
ودعت المسؤولة الأممية حركة "أم 23" إلى إلقاء أسلحتها ووقف الأعمال العدائية، واحترام الهدنة المعلنة منذ أغسطس 2023، وأشارت إلى أهمية تجديد جميع الأطراف المعنية التزامها بالحوار السياسي، خاصة ضمن إطار عملية "لواندا" التي تهدف إلى ضمان الاستقرار في المنطقة، وتوسيع التعاون بين حكومتي جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.