«الدولية للهجرة» تطلق مشروعاً لتعزيز الوعي الصحي البيئي في لبنان
«الدولية للهجرة» تطلق مشروعاً لتعزيز الوعي الصحي البيئي في لبنان
أطلقت المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة في لبنان ومنظمة سيد جلوبال هيلث، مشروعًا جديدًا تحت عنوان "تعزيز القدرات والوعي بالصحة البيئية في مرافق الرعاية الصحية الأولية".
وذكر بيان لمنظمة "الهجرة الدولية"، اليوم الثلاثاء، أطلعت عليه “جسور بوست” أن المشروع يهدف إلى تمكين العاملين في قطاع الرعاية الصحية في مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتقاة في لبنان لمواجهة التحديات الصحية المرتبطة بتغير المناخ.
وستُركز هذه المبادرة على تعزيز الوعي البيئي لدى الكوادر الطبية لتقديم رعاية صحية أكثر استدامة، في ضوء التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ على صحة الأفراد.
مخاطر ناجمة عن تغير المناخ
وأشارت "الهجرة الدولية" إلى دراسة حديثة أعدها مركز المناخ التابع للصليب الأحمر اللبناني حول المخاطر الصحية الكبيرة الناتجة عن تغير المناخ في لبنان، والتي أبرزت أن الارتفاع في درجات الحرارة والأحداث المناخية المتطرفة يزيد من مخاطر المشكلات الصحية المرتبطة بالحرارة، مثل الجفاف وضربة الشمس، خاصة في المدن الكبرى.
وتوقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم أزمة المياه في لبنان، بما في ذلك انخفاض جودة المياه وزيادة الفترات الجافة، سيسهم ذلك بدوره في تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه، وسوء التغذية، وانعدام الأمن الغذائي، مما يثقل كاهل النظام الصحي اللبناني الذي يعاني بالفعل من ضغوطات كبيرة.
استراتيجية المشروع
ينطلق المشروع في بداية يناير 2025 ويستمر حتى أبريل 2025، وفقًا للاستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة العامة اللبنانية، سيجمع المشروع بين خبرات متخصصة من عدة مجالات، حيث يهدف إلى تعزيز قدرة القطاع الصحي على مواجهة الأزمات المستقبلية الناجمة عن تغير المناخ.ك
يتضمن المشروع مرحلة أولية من تقييم الاحتياجات التي تهدف إلى قياس معرفة العاملين في الرعاية الصحية الأولية حول الصحة البيئية وأثر تغير المناخ، سيؤدي ذلك إلى تطوير برامج تدريب مخصصة تهدف إلى تحسين استجابة العاملين في القطاع الصحي لتلك التحديات البيئية.
مشاركة الجهات المعنية
صرح وزير الصحة العامة في لبنان، الدكتور فراس أبيض، بأن المستشفيات العامة والخاصة أثبتت دورها الحيوي خلال النزاع اللبناني في تقديم الرعاية الصحية لمختلف شرائح المجتمع.
وأكد أهمية استغلال الدعم الدولي للبنان للتركيز على تعزيز الصحة البيئية، مشيرًا إلى أن تكامل الصحة البيئية مع النظام الصحي سيضمن تقديم خدمات صحية أكثر أمانًا واستدامة.
وأضاف أن تعزيز التدابير البيئية داخل المستشفيات والمراكز الصحية في لبنان يعد أمرًا أساسيًا لضمان صحة السكان.
الخط الدفاعي الأول
من جانبها، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة "سيد جلوبال هيلث"، الدكتورة فانيسا كيري، إن العاملين في المجال الصحي يمثلون الخط الدفاعي الأول ضد تأثيرات تغير المناخ.
وأكدت أن تأهيل العاملين في القطاع الصحي بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات المناخ يعد أمرًا بالغ الأهمية.
كما أعربت عن فخرها بالشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة لضمان توفير الحماية الصحية الأمثل للشعب اللبناني في ظل التهديدات البيئية المتزايدة.
مراحل المشروع
يتبع المشروع نهجًا مرحليًا يبدأ بتقييم شامل لاحتياجات العاملين في الرعاية الصحية الأولية، بهدف قياس مستويات المعرفة والممارسات المتعلقة بالصحة البيئية والمناخ.
ستُستخدم نتائج هذا التقييم لتطوير برامج تدريب موجهة، تشتمل على أدوات وتقنيات تساعد العاملين في المجال الصحي على مواجهة تحديات تغير المناخ.
ومن الأنشطة الأساسية في هذا المشروع إعداد أدوات مسح موجهة تأخذ بعين الاعتبار الفوارق بين الجنسين والمساواة، إضافة إلى جمع بيانات مفيدة لتحسين قدرة العاملين على الاستجابة للأزمات البيئية.
دور الخبراء المحليين والدوليين
سينفذ المشروع بتعاون فني مع خبراء عالميين من مؤسسات أكاديمية مرموقة مثل جامعة ملبورن، التي ستسهم من خلال مختبر المناخ CATCH التابع لها، كما ستشمل الشراكة مع أصحاب المصلحة المحليين مثل وزارة الصحة العامة، والمديرين في مراكز الرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى المنظمات غير الحكومية المحلية، سيساعد ذلك في تحقيق الأهداف المرجوة من المشروع وضمان استدامته.
ويعكس هذا المشروع التزام المنظمة الدولية للهجرة بالتصدي لتأثيرات تغير المناخ على الصحة، كما أن المخرجات الرئيسية للمشروع تشمل تقريرًا نهائيًا لتقييم الاحتياجات، بالإضافة إلى توصيات بشأن تعزيز القدرات في المستقبل، ووضع خطة لاستمرار تدخلات الصحة البيئية في المستقبل لضمان مواجهة التحديات البيئية المتزايدة.
يذكر أن "سيد جلوبال هيلث" هي منظمة غير ربحية تتعاون مع الحكومات، والمدارس المتخصصة في المهن الصحية، والمستشفيات، والعيادات في تدريب العاملين في مجال الصحة وتعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة للمجتمعات، قامت منذ تأسيسها بتدريب أكثر من 45 ألف عامل صحي في مختلف البلدان، وهي الآن تدعم أكثر من 76 مليون شخص من خلال برامجها الصحية.