«هيومن رايتس»: الوضع الصحي للنساء الحوامل في غزة «كارثي»

«هيومن رايتس»: الوضع الصحي للنساء الحوامل في غزة «كارثي»
الحضانات مكتظة بالأطفال في غزة

نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الثلاثاء، تقريرًا هامًا عن الوضع الصحي الكارثي للنساء الحوامل في قطاع غزة، جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكتوبر 2023.

كشف التقرير، الذي حمل عنوان "5 أطفال في حاضنة واحدة.. انتهاكات حقوق النساء الحوامل وسط الهجوم الإسرائيلي على غزة"، عن فداحة الوضع الصحي للأم الفلسطينية والطفل حديث الولادة وسط ظروف غير إنسانية.

وتواجه النساء الحوامل في غزة ظروفًا صحية كارثية، حيث تسبب الحصار الإسرائيلي المستمر في نقص حاد في المواد الطبية الأساسية، واستعرض التقرير الوضع في 18 مستشفى و11 مستشفى ميدانيًا، بالإضافة إلى المراكز الصحية المجتمعية، مشيرًا إلى أن العديد من هذه المنشآت توقفت عن العمل، أو خفضت خدماتها بشكل كبير.

في الوقت نفسه، كانت المستشفيات مكتظة بالمرضى والمصابين بالكوارث الطبية إثر الهجمات الإسرائيلية، ما دفع العاملين الطبيين إلى اتخاذ قرارات مؤلمة في اختيار المرضى الذين يمكن علاجهم.

خطر الموت يهدد النساء والأطفال

قالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها إن الهجمات على المستشفيات والمراكز الصحية أدت إلى تدمير قدرة النساء الحوامل على الحصول على الرعاية الطبية اللازمة أثناء الحمل والولادة.

وشهدت غزة زيادة ملحوظة في معدل الإجهاض، بلغ نحو 300% مقارنة بالفترة التي سبقت الهجمات، وكما أوضح الخبراء أن النساء يواجهن صعوبة في الوصول إلى مستشفيات آمنة، ويضطر العديد منهن إلى الولادة في ظروف غير صحية قد تعرضهن وأطفالهن للخطر.

وشدد التقرير على أن الحصار الإسرائيلي فرض قيودًا مشددة على دخول الغذاء والماء والدواء إلى القطاع، ما فاقم الأوضاع الصحية للنساء الحوامل والفتيات. 

وذكرت النساء اللاتي تمت مقابلتهن في التقرير أنهن عانين من نقص حاد في الغذاء، الأمر الذي أدى إلى سوء التغذية والتدهور الصحي، وأفادت بعض النساء أيضًا بتعرضهن للجفاف نتيجة انقطاع مياه الشرب، ما شكل تهديدًا إضافيًا لصحة الأمهات والأطفال.

نقص المعدات الطبية

أفادت التقارير الطبية بأن العشرات من الأطفال حديثي الولادة قد توفوا بسبب نقص المعدات الطبية الأساسية، مثل الحاضنات، كما تم الإبلاغ عن أن بعض المستشفيات اضطرت إلى وضع أربعة أو خمسة أطفال في حاضنة واحدة، ما أدى إلى وفاة العديد منهم بسبب ضعف الإمكانيات.

وتم تأكيد أن العديد من النساء الحوامل لم يتلقين الرعاية المناسبة بعد الولادة، حيث تم إخراجهن من المستشفيات بعد ساعات قليلة من ولادتهن بسبب الضغط الكبير على المرافق الطبية.

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة في قطاع غزة، ملزمة وفقًا للقانون الدولي الإنساني بضمان توفير الرعاية الصحية للسكان المدنيين، بمن في ذلك النساء الحوامل، لكنه أكد أن القوات الإسرائيلية قد انتهكت هذه الالتزامات بشكل متكرر، ما أدى إلى تفاقم معاناة المدنيين، خصوصًا النساء الحوامل والأطفال، كما طالبت المنظمة الدولية المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لرفع الحصار وتقديم الدعم اللازم للمنظمات الإنسانية.

دعوة لتحرك دولي

دعت هيومن رايتس ووتش المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية لرفع الحصار عن غزة وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة، بما في ذلك إمدادات طبية وغذائية للمستشفيات والمراكز الصحية.

وأشارت المنظمة إلى أن المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة ومنظمات أخرى تظل محكومة بالقيود الإسرائيلية، ما يعيق قدرة القطاع الصحي على تقديم الرعاية المناسبة للنساء الحوامل والمرضعات.

وخلص التقرير إلى أن الوضع الصحي للنساء الحوامل في غزة لا يزال في غاية الخطورة، وأن الإجراءات السريعة من المجتمع الدولي ضرورية لإنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة المدنيين في القطاع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية