«إنقاذ الطفولة»: 1.5 مليون طفل يحتاجون للحماية في ظل القتال العنيف بالكونغو

«إنقاذ الطفولة»: 1.5 مليون طفل يحتاجون للحماية في ظل القتال العنيف بالكونغو
مخاوف بين المدنيين بالكونغو من تصاعد العنف

أكدت منظمة "إنقاذ الطفولة" ضرورة حماية الأطفال العالقين في المعارك العنيفة في مدينة غوما بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، مشيرة إلى القلق بشأن سلامتهم في ظل أسوأ تصعيد للعنف في البلاد منذ أكثر من عقد من الزمان.

وقدرت المنظمة في بيان نشرته، أمس الاثنين، عدد سكان مدينة غوما بنحو 3 ملايين شخص، من بينهم مليون نازح، وأشارت إلى أن أكثر من نصف هؤلاء السكان، أي حوالي 1.5 مليون شخص، هم من الأطفال.

وتسبب القتال العنيف في غوما في انقطاع الخدمات الأساسية منذ يوم الجمعة الماضي، بما في ذلك المياه والكهرباء، مما جعل الآباء عاجزين عن تأمين احتياجات أطفالهم من الطعام والماء النظيف، ويحاول العديد من الأسر الفرار من المدينة، ولكن لا توجد أماكن آمنة يمكن اللجوء إليها.

ووفقا لـ"إنقاذ الطفولة" تأثر الأطفال بشدة في الفوضى السائدة داخل المدينة، حيث تم تسجيل إصابة أربعة أطفال في انفجارات بمدينة مينوفا، التي تبعد حوالي 30 كم عن غوما، في الأسبوع الماضي، كما تعرض طفل آخر للإصابة في هجوم استهدف مستشفى في مدينة غوما الاثنين.

استهداف مكاتب المنظمة

تعرض مكتب "إنقاذ الطفولة" في غوما لانفجار، أمس الاثنين، كما تم استهداف منزل أحد موظفي المنظمة بطلقات نارية، وعلى الرغم من أن الهجمات لم تسفر عن إصابات بين الموظفين، فإن العاملين في المنظمة وبقية أفراد المجتمع لا يزالون عرضة للخطر في ظل استمرار القتال العنيف.

وقال المدير القطري لمنظمة "إنقاذ الطفولة" في جمهورية الكونغو، غريغ رام: “الوضع في غوما معقد للغاية ومروع، لا يوجد مكان آمن للهروب من المدينة، في كل مرة تفرّ عائلة من العنف، تجد نفسها مجبرة على المغادرة مجددًا بحثًا عن مكان آمن".

قصص مأساوية للأطفال

أشار رام إلى أن العديد من الأطفال فقدوا والديهم في العنف، محذرًا من الأوضاع الصعبة التي يواجهها الأطفال في المخيمات، كما ذكر أنه قبل يومين، سقطت قنبلة في أحد المخيمات، مما أدى إلى تشريد العديد من الأسر، وكانت هناك فتاة تركت بلا مأوى في المدينة، غير قادرة على تحديد مكان والديها أو تأمين طعامها.

تحدث رام عن أن هذه الفتاة لم تأكل منذ يومين، ما يسلط الضوء على المعاناة التي يعيشها الأطفال في تلك الظروف.

وأضاف أنه تم سماع تقارير مروعة عن حالات اغتصاب جماعي وعنف ضد الأطفال الصغار في الأسابيع الأخيرة، وقال إن المنظمة تشعر بقلق شديد على سلامة الأطفال المتبقين في غوما أو الذين يفرون بحثًا عن النجاة.

تهجير مستمر

أشار رام إلى أن المخيمات على أطراف غوما قد أُخلِيت بالكامل بعد أن فرّ الناس مجددًا بحثًا عن الأمان، كما أن آلاف الأسر التي فرّت من العنف في مدينة مينوفا، التي تبعد حوالي 30 كم عن غوما، عالقة الآن في مناطق تفتقر إلى المياه النظيفة والطعام، حيث توقفت العبارات التي كانت تنقلهم إلى غوما.

ودعا رام إلى تحرك دولي عاجل لمعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مؤكدًا ضرورة أن تعطي جميع الأطراف المتورطة في النزاع الأولوية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وكرر دعوته إلى المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات فورية لمعالجة الأزمة الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، من خلال توفير المساعدات الطارئة للنازحين، ودعم جهود حماية المدنيين، والعمل نحو حل سلمي للنزاع.

استئناف العمل الإنساني

أدى النزاع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعاني نحو 7 ملايين شخص، منهم حوالي 3.5 مليون طفل، من النزوح، وأكثر من 26 مليون شخص -أي واحد من كل أربعة أشخاص- في حاجة إلى المساعدات الإنسانية.

وتعمل منظمة "إنقاذ الطفولة" في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام 1994، حيث تقدم المساعدات الإنسانية لمساعدة اللاجئين والمشردين بسبب النزاع في المناطق الشرقية.

وقامت المنظمة بتكثيف استجابتها الإنسانية لتلبية الاحتياجات الملحة، من خلال تدريب القادة المحليين والمجتمعات على منع الاستغلال والانتهاك، وضمان الوصول إلى الرعاية الصحية من خلال العيادات المتنقلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية