«اليونيسف»: مقتل 4 أطفال سودانيين في الهجوم على مستشفى بالفاشر

قتل 4 أطفال، بينهم فتاة و3 صبية، وأصيب 3 آخرون بجراح إثر الهجوم الذي استهدف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر بشمال دارفور، يوم الجمعة الماضي، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، والتي أشارت إلى أن الأطفال كانوا يتلقون العلاج في قسم الطوارئ بعد إصابتهم في قصف سابق طال المنطقة.

وشددت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، في بيان نشرته المنظمة، أمس الثلاثاء، على أن هذا الهجوم يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الأطفال.

وأوضحت راسل، أن الأطفال يُقتلون ويُصابون في أماكن يفترض أن تكون آمنة لهم، ما يزيد من معاناتهم ويضاعف الوضع الصعب للأسر في المناطق المتضررة من الصراع والتهديدات الأمنية.

دمار يعطل الخدمات الطبية

وأكدت اليونيسف أن أكثر من 70% من المستشفيات في المناطق المتأثرة بالصراع توقفت عن العمل، إما بسبب الأضرار أو نقص الإمدادات أو استخدامها لأغراض أخرى.

أضافت المنظمة أن تدهور الوضع الأمني يعوق وصول الإمدادات الطبية، بما في ذلك اللقاحات والتحصينات، ما يهدد حياة الأطفال.

وسلطت اليونيسف الضوء على أن القانون الدولي الإنساني يضمن حماية المستشفيات، ويشدد على ضرورة عدم استهدافها، وطالبت المنظمة كافة أطراف النزاع بالتزام حماية المدنيين، خاصة الأطفال، وضمان وصول الخدمات الصحية دون عوائق.

إدانة دولية للهجوم

أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الهجوم على المستشفى السعودي في الفاشر بشدة، مؤكداً أنه يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

ودعا غوتيريش إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، مشيرًا إلى أن استهداف المنشآت الطبية في مناطق النزاع يعد جريمة دولية.

وأدى الهجوم على المستشفى إلى مقتل 70 شخصًا، بينهم مرضى ومرافقون، وإصابة 19 آخرين، ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الهجوم بأنه أحد أسوأ الاعتداءات على المنشآت الصحية في السودان، ما يزيد من معاناة السكان في المناطق المتضررة.

تفاقم الوضع الصحي

أشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إلى أن الهجوم على المستشفى يفاقم الوضع الصحي المتدهور في السودان، حيث كانت هذه المنشأة هي الوحيدة التي لا تزال تعمل في مدينة الفاشر بعد أكثر من 21 شهرًا من الحرب المستمرة.

وأعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أن مكتبه يحقق في الجرائم المرتكبة في دارفور، مؤكداً أن هناك خطوات جارية لتقديم طلبات إصدار أوامر اعتقال بحق المتورطين في هذه الجرائم.

وأضاف خان أن الوضع في دارفور يشكل جرائم دولية وفقًا للقانون الدولي.

حالة إنسانية كارثية

منذ أبريل 2023، يشهد السودان صراعًا دمويًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص داخل وخارج السودان، فضلاً عن الانهيار التام للبنية التحتية، ويعاني الملايين من تهديد المجاعة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية.