«جريمة ورا الشاشة».. فيلم قصير يحفّز ضحايا التحرش الإلكتروني على كسر الصمت

بمشاركة هيفاء وهبي ونور عريضة

«جريمة ورا الشاشة».. فيلم قصير يحفّز ضحايا التحرش الإلكتروني على كسر الصمت
فيلم «جريمة ورا الشاشة»

أطلق الفيلم القصير "جريمة ورا الشاشة" تفاعلاً واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تناول موضوع التحرش الإلكتروني بأسلوب فني مغاير، وجمع العمل النجمتين اللبنانيتين هيفاء وهبي ونور عريضة، لتشجيع ضحايا التحرش على فضح المتحرشين.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مخرج الفيلم، إيلي فهد، أن الفيلم الذي تبلغ مدته 5 دقائق عبارة عن مشهد مواجهة مباشرة بين النجمتين هيفاء وهبي ونور عريضة، وفق وكالة “فرانس برس”.

وجلست النجمتان وجهاً لوجه وبينهما جهاز قديم لعرض الصور، لتتبادلا تعليقات مسيئة ذات إيحاءات جنسية كانت قد وردت على صفحاتهنّ في شبكات التواصل الاجتماعي.

نصوص مسيئة على شاشة عملاقة

حملت كل منهما شرائح تحتوي على التعليقات ووضعتها في جهاز العرض، ما جعل النصوص المسيئة تُعرض على شاشة عملاقة.

أظهرت النجمتان ردود فعل عفوية وصادقة تجاه التعليقات، حيث وصفت نور عريضة هذه الإساءات بـ"اغتصاب أونلاين"، بينما اعتبرتها هيفاء وهبي تعديًا واضحًا على كرامتها كإنسانة.

أكد المخرج إيلي فهد، البالغ من العمر 35 عامًا، أن الفيلم ليس جزءًا من حملة توعية أو إنتاج مدعوم من أي منظمة، بل هو مبادرة فردية قدمتها نور عريضة، حيث تواصلت معه وبدوره عرض الفكرة على هيفاء وهبي.

أثر الإساءات 

اختار فهد أسلوباً بصرياً بسيطاً ومعبرًا لمعالجة قضية التحرش الإلكتروني، معتمدًا على استخدام جهاز عرض قديم لتكبير حجم التعليقات.

وأوضح قائلاً: "اخترت هذه التقنية لتحويل التعليقات الافتراضية إلى شيء محسوس يبرز تأثيرها الحقيقي على المتلقي، عندما نلقي الضوء على الكلمات المسيئة، يتعاظم حجمها، تمامًا كما يحدث عندما نجعلها تدور في أذهاننا".

أكد فهد أن ردود فعل النجمتين أثناء التصوير كانت طبيعية تمامًا، إذ لم تطلعا مسبقًا على التعليقات التي عُرضت.

وأضاف: "حرصت على إظهار النجمتين بشكل حقيقي بعيدًا عن التصنع، واخترت لهما أزياء بسيطة كي لا يطغى المظهر على رسالة الفيلم".

تشجيع على المواجهة 

حظي الفيلم على أكثر من 15 مليون مشاهدة على مختلف المنصات الاجتماعية بحلول الخميس، ما يعكس اهتمام الجمهور بقضيته.

ورأت كارِن بريدي (26 عامًا)، وهي مصممة أزياء، أن اختيار هيفاء ونور للفيلم كان موفقًا، وأضافت: "التعليقات التي ظهرت في الفيلم تعبّر عن واقع مزعج نعيشه يوميًا، سواء على الإنترنت أو في الشارع".

ومن جهتها، أشارت مِيا الجميل (22 عامًا) إلى أن كثيرًا من الفتيات، بمن فيهن هي شخصيًا، صرن يتجنبن النشر على شبكات التواصل خوفًا من التعليقات المسيئة أو التلاعب بالصور.

نشرت كل من هيفاء وهبي ونور عريضة الفيلم على صفحاتهما في "إنستغرام" مرفقًا بعبارة: "ما تخلي حدا يسرق منك حريتك، التحرش مش افتراضي".

تغيير في موازين الخوف 

لاحظ فهد أن الفيلم شجع العديد من الفتيات على فضح المتحرشين، وأكد قائلاً: "بعد ساعات من انتشار الفيلم، تلقت هيفاء ونور عبر صفحاتهما تعليقات مسيئة مصورة أرسلها الضحايا، رغم أن الضحايا غالبًا ما يشعرن بالخجل ويخفين ما يتعرضن له من إهانات".

وأشار إلى أن أهمية الفيلم تكمن في منحه الجرأة للضحايا، موضحًا: "عندما ترى فتاة مراهقة هيفاء ونور تشجعان على فضح المتحرشين، ستشعر بشجاعة أكبر ولن تخاف من الآن فصاعدًا، بل سيخاف المتحرش".

وختم فهد حديثه، قائلا: "ليس هناك شعور أجمل من إحداث فرق في حياة الناس، ولو كان التأثير طفيفًا.. يكفي أن نشجع واحدًا في المئة من الضحايا على المواجهة لكسر حاجز الصمت".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية