نتنياهو يبحث في واشنطن الهدنة في غزة والتحالف ضد إيران

نتنياهو يبحث في واشنطن الهدنة في غزة والتحالف ضد إيران
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، إلى واشنطن لإجراء محادثات مكثفة حول المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة في غزة، قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء. 

ويأتي هذا اللقاء بعد تأكيد دونالد ترامب، إحراز "تقدم" في المحادثات بين إسرائيل ودول أخرى بشأن الشرق الأوسط، وفق وكالة "فرانس برس".

يجري نتانياهو، الاثنين، مشاورات مع موفد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي سيعقد بدوره لقاءات مع رئيس وزراء قطر ومسؤولين مصريين، بهدف تحريك الوساطة حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار. 

وتهدف هذه المرحلة إلى إطلاق آخر الرهائن المحتجزين في غزة، وإنهاء الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

نتانياهو يؤكد على محاربة إيران

قبل مغادرته إلى واشنطن، شدد نتانياهو على أنه سيبحث مع ترامب "الانتصار على حماس، وعودة جميع الرهائن، ومحاربة المحور الإيراني"، مما يعكس أولوية حكومته في التركيز على القضاء على التهديدات الإقليمية، وخاصة إيران.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، اتخذ ترامب سلسلة قرارات داعمة لإسرائيل، شملت، إلغاء الحظر على تسليم إسرائيل قنابل تزن 900 كيلوغرام، وهو قرار كان قد علّقه سلفه جو بايدن، وإلغاء العقوبات المالية المفروضة على مستوطنين إسرائيليين متهمين بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين، واقتراح "تنظيف" غزة عبر نقل الفلسطينيين إلى أماكن أكثر أمانًا مثل مصر أو الأردن، وهو ما أثار انتقادات دولية واسعة.

أولوية تهدئة الشرق الأوسط

يسعى ترامب إلى تثبيت وقف إطلاق النار ليس فقط في غزة، ولكن أيضًا بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان.

وأشار مركز صوفان للدراسات في نيويورك إلى أن مستشاري ترامب يؤكدون أن استئناف المعارك سيعرقل تنفيذ أجندته الداخلية، التي تركز على مكافحة الهجرة غير الشرعية القادمة من المكسيك، وإيجاد تسوية للحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ويرى الخبراء أن ترامب يخطط لإعادة توجيه الأولويات الأمريكية نحو آسيا والمحيط الهادئ، لكنه يدرك أن تحقيق ذلك يتطلب استقرار الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، يسعى إلى تشكيل تحالف ضد إيران، يضم إسرائيل، والسعودية، وشركاء استراتيجيين آخرين، ولكن نجاح هذا المشروع مرتبط بتنازلات إسرائيلية، إذ تشترط السعودية إحراز تقدم فعلي نحو إقامة دولة فلسطينية قبل المضي قدمًا في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

مأزق سياسي في إسرائيل

يواجه نتانياهو ضغوطًا داخلية كبيرة، إذ يرفض شركاؤه في الحكومة اليمينية المتطرفة أي وقف دائم لإطلاق النار، ويهدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الائتلاف إذا لم يتم استئناف القتال فور انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة.

ويعني ذلك أن نتانياهو قد يجد نفسه أمام معضلة سياسية، إما الانحياز لترامب والمضي في صفقة التطبيع مع السعودية، مما قد يتطلب تنازلات للفلسطينيين، أو الحفاظ على حكومته اليمينية المتشددة، ما قد يعطل مسار التطبيع ويفاقم عزلته الدولية.

وبينما تتركز الأنظار على المحادثات الدبلوماسية، صعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، فقد نفذت، الأحد، هجومًا واسعًا في جنين، حيث فجّرت عدة مبانٍ. 

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قتل 50 فلسطينيًا منذ منتصف يناير الماضي، مما يزيد التوترات على الأرض.

تمثل زيارة نتانياهو إلى واشنطن محطة مفصلية في الملفات الإقليمية، من الهدنة في غزة إلى التطبيع مع السعودية والتحالف ضد إيران. 

ومع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية، قد يجد نتانياهو نفسه مضطرًا إلى اتخاذ قرارات صعبة للحفاظ على موقعه السياسي وتحقيق مكاسب استراتيجية لإسرائيل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية