«ملفات بيبي».. فيلم وثائقي يكشف «فساد سياسات» نتنياهو وتداعياتها على حرب غزة

«ملفات بيبي».. فيلم وثائقي يكشف «فساد سياسات» نتنياهو وتداعياتها على حرب غزة
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

استعرض الكاتب تشاك فريليتش، الزميل في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، في مقال له بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أمس الأربعاء، النقاش حول الفيلم الوثائقي "ملفات بيبي"، الذي أخرجه أليكسيس بلوم وأليكس غيبني.

ويتناول الفيلم مسيرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مسلطًا الضوء على اتهامات الفساد التي تطارده وتأثيرها على السياسة الإسرائيلية.

ويعرض العمل الوثائقي، الذي حظي بإشادة واسعة ووصل إلى قائمة الترشيحات النهائية لجائزة الأوسكار، أدلة مدعمة تسلط الضوء على قضايا فساد واتهامات بالرشوة وخيانة الأمانة، وهي قضايا جعلت نتنياهو يواجه المحاكم ثلاث مرات أسبوعيًا.

اتهامات وتداعيات

استعرض الفيلم القضايا الجنائية الثلاث التي يواجهها نتنياهو، والتي تتضمن اتهامات بتلقيه رشوة من رجال أعمال تُقدر بمئات الآلاف من الدولارات، وهو ما برره نتنياهو بأنها "هدايا من أصدقاء".

وتضمنت التهم أيضًا تواطؤه مع ناشر إحدى الصحف الإسرائيلية لتقييد انتشار صحيفة منافسة مقابل تغطية إيجابية، كما وجهت له اتهامات بإجراء تغييرات تنظيمية بقيمة مئات الملايين من الدولارات لصالح أكبر شركة اتصالات في إسرائيل، مقابل تغطية إعلامية داعمة على موقع إخباري تابع للشركة.

وأظهر الفيلم كيف أثرت القضايا القانونية على الحياة السياسية في إسرائيل وعلى الأمن القومي، خاصة مع استمرار الحرب في غزة على مدى الخمسة عشر شهرًا الماضية.

واستند العمل إلى لقطات مسربة من استجوابات الشرطة لنتنياهو، والتي كشفت عن نقاط ضعف في شخصيته وادعاءاته بعدم تذكر أحداث جوهرية.

وأبرز الفيلم أيضًا كيف ألقت هذه المعركة القانونية بظلالها على أداء الحكومة في مواجهة القضايا الوطنية.

رؤية نقدية لسياسات نتنياهو

انتقد الفيلم سياسات نتنياهو تجاه الفلسطينيين، خاصة في ما يتعلق بالحرب على غزة، ورغم تقديمه أدلة دامغة تدعم الاتهامات بالفساد، فإن العمل افتقد التوازن في طرحه لقضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ورغم التركيز على إخفاقاته، أشار المقال إلى أن نتنياهو حقق إنجازات مهمة، أبرزها "اتفاقيات إبراهيم"، التي غيرت موازين القوى في الشرق الأوسط وأضعفت المحور الإيراني، كما نجحت إسرائيل في تقويض قدرات "حزب الله"، والقضاء على أغلب ترسانته الصاروخية، إلى جانب إضعاف "حماس" سياسيًا وعسكريًا، ورغم ذلك، أصر نتنياهو على تجنب الحلول الدبلوماسية مع الفلسطينيين، مما أثر سلبًا على صورة إسرائيل دوليًا.

عرض الفيلم شهادات مقربين من نتنياهو، من بينهم صديق طفولته أوزي بيلر، الذي أشار إلى أن نتنياهو فقد بوصلته الأخلاقية بعد انتخابات 2015، وأكد آخرون أن توجهه أصبح أكثر فردية، حيث بات يضع مصلحته الشخصية فوق مصلحة الدولة، ورغم تحقيقه نجاحات عسكرية، اتُهم بإطالة أمد الحرب في غزة لتحقيق مكاسب سياسية.

عائلة نتنياهو في دائرة الضوء

تطرق فيلم "ملفات بيبي" إلى دور عائلة نتنياهو في قراراته، وظهر ابنه يائير وزوجته سارة في استجوابات الشرطة، حيث اتسما بالعدوانية، ووصف يائير المحققين بأنهم "دولة بوليسية" و"مافيا"، وذهب إلى حد مقارنة الشرطة بالـ"غيستابو".

ورغم تورطه في قضايا فساد، استطاع نتنياهو تعزيز شعبيته عقب نجاحات عسكرية في لبنان ومناطق أخرى، ومع ارتفاع أسهمه في استطلاعات الرأي، لا يُستبعد أن يعود بقوة إلى المشهد السياسي، خاصة إذا أُبرم اتفاق بشأن الأسرى، ورغم ذلك تبقى القضايا القانونية عائقًا أمام مسيرته، حيث يواصل القضاء الإسرائيلي محاولاته للحفاظ على استقلاليته في وجه الضغوط السياسية.

ويُظهر فيلم "ملفات بيبي" صورة متكاملة لرجلٍ قسّم المجتمع الإسرائيلي، تاركًا إرثًا يختلط فيه النجاح بالإخفاق، والوطنية بالمصالح الشخصية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية