لاعبات «هوكي الجليد» الإيرانيات يتحدّين العقبات ويحققن نجاحات

لاعبات «هوكي الجليد» الإيرانيات يتحدّين العقبات ويحققن نجاحات
لعبة الهوكي - أرشيف

نجحت مجموعة من اللاعبات الإيرانيات في إحداث تغيير كبير في مجال الهوكي على الجليد، رغم الصعوبات التي تواجهها إيران في استضافة الرياضات الشتوية بشكل عام، حيث تمكّن من تجاوز العقبات الاجتماعية والمالية التي عادة ما تعيق تقدم الرياضات النسائية، وأصبحن جزءاً من تطور هذا المجال في البلاد.

نقلت وكالة "فرانس برس" عن سهيلة خسروي، إحدى اللاعبات في البطولة الأولى للهوكي على الجليد للسيدات التي أُقيمت في إيران عام 2021، قصتها مع هذه الرياضة، قائلة: "عندما أعطوني عصا الهوكي لأول مرة، أحببتها على الفور".

بدأت خسروي، التي تبلغ من العمر 17 عاماً، ممارسة الرياضة منذ عامين بعد أن غادرت منزل عائلتها في أصفهان وانتقلت إلى طهران، ورغم التحديات الحياتية التي واجهتها، مثل العيش بمفردها في العاصمة، فإن شغفها بالهوكي دفعها للاستمرار.

مواجهة الضغوط والقيود الاجتماعية

تواجه لاعبات الهوكي الإيرانيات تحديات أكبر من مجرد التدريبات والمباريات، من أبرز الصعوبات التي يواجهنها هو الالتزام بالزي الإسلامي، حيث يفرض عليهن ارتداء الحجاب تحت الخوذة أثناء اللعب.

ورغم ذلك، يشير البعض إلى أن هذا الإجراء قد أصبح أقل التزاماً في بعض المدن الكبرى في السنوات الأخيرة.

على الرغم من أن الهوكي على الجليد للسيدات في إيران لا يزال في بداياته، فقد شهدت البطولة الأولى في ديسمبر 2021 نجاحاً لافتاً؛ تمكّن فريق منتخب إيران من تحقيق فوز كبير في كأس آسيا وأوقيانوسيا للاتحاد الدولي لهوكي الجليد 2024، بعد الفوز في النهائي على منتخب الفلبين.

ساعد هذا النجاح، الذي جاء بعد مسار طويل من التحديات، في زيادة شعبية هذه الرياضة في إيران.

الشجاعة والتحفيز المستمر

يؤكد القائد السابق للمنتخب الوطني للرجال ورئيس الاتحاد الإيراني لهوكي الجليد، كاويه صدقي، أن شجاعة اللاعبات الإيرانيات هي السبب الرئيس وراء نجاحهن، قائلاً: "الهوكي رياضة تتطلب شجاعة وجرأة، وهذه الصفات تتمتع بها النساء الإيرانيات".

وأضاف صدقي أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تضم عدد لاعبات هوكي أكبر من عدد اللاعبين الذكور، ما يعكس حجم اهتمام النساء بهذه الرياضة.

وداخل حلبة "إيران مول" في طهران، تنافس فرق مثل "ام آر" و"باندا" وسط دعم من المتفرجين.

وتعد حلبة "إيران مول" هي واحدة من أربع حلبات في إيران، وقد تم افتتاحها منذ أقل من ست سنوات، مما يتيح للاعبات فرصة كبيرة للتدريب والمشاركة في المباريات. 

التحديات المالية واللوجستية

تواجه اللاعبات تحديات مالية كبيرة، حيث يضطر العديد منهن لشراء أدوات رياضية باهظة الثمن مثل عصي الهوكي التي تحتاج للاستبدال كل شهرين، وهو ما يعادل راتباً شهرياً لموظف متوسط في إيران.

ورغم ذلك، تبقى الحماسة هي السمة البارزة لدى اللاعبات، وفقاً لما ذكرته عزام سنائي، مدربة المنتخب الإيراني للسيدات.

وتقول دورسا رحماني، إحدى لاعبات المنتخب الوطني، إنهن لا يواجهن أي قيود من حيث الأداء أثناء المباريات، ورغم التحديات المالية، يبقى الهدف هو تحقيق نتائج جيدة على المستوى المحلي والدولي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية