وصفوها بـ«المسمومة».. فلسطينيون يرفضون دعوات التهجير الأمريكية

وصفوها بـ«المسمومة».. فلسطينيون يرفضون دعوات التهجير الأمريكية
آلاف الفلسطينيين يعودون إلى غزة

أعرب فلسطينيون في قطاع غزة عن رفضهم الشديد لدعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا بتهجيرهم لدول عربية، منها مصر والأردن، أو دول أجنبية أخرى، معتبرين أن أقوى رد على تلك الدعوات مشاهد عودة النازحين لمدينة غزة وشمالها أواخر يناير الماضي.

واقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سكان غزة إلى مصر والأردن لفترة مؤقتة أو طويلة، متذرعًا بـ"عدم وجود أماكن صالحة للسكن في القطاع" من جراء حرب إسرائيلية ضارية بدعم أمريكي كامل استمرت أكثر من  15 شهرًا.

وقال أحمد أبو قمر، من شمال قطاع غزة: "إنّ دعوات التهجير تكسّرت مع عودة النازحين لشمال غزة، والناس داخل مخيم جباليا وضعت خيامها فوق أنقاض منازلها، وحين ترى ذلك ستدرك أنها أفكار غير قابلة للتطبيق".

وأضاف أبو قمر، الذي لم يترك مخيم جباليا طيلة فترة الحرب لـ"جسور بوست"، "أن شعبنا أفشل على مدار التاريخ كل مخططات التهجير والوطن البديل وثبت على أرضه مقاومًا لكل المؤامرات التي حيكت ضده".

أما عبدالرحمن جودة من مدينة غزة، فقال: "هكذا علّمنا الفلسطيني أنه متشبث بأرضه على مر العصور، وسيقابل ذلك بالمواجهة والصمود في ظل هذا الوعي الكبير من مختلف أجيال الشعب وأطيافه".

وأضاف جودة لـ"جسور بوست" الفلسطيني لا يخشى على شيء بعد تلك التضحيات التي بذلها لأجل أرضه وحقه، فهو ثابت كثبات الموت وجذع شجر الزيتون في أصل الأرض.

أما باسمة الفرا، التي فقدت عددًا من أفراد أسرتها خلال الحرب، فتعتبر دعوة ترامب "محكوما عليها بالفشل وقوبلت بحجيج العودة من الجنوب للشمال الذين أجبروا على النزوح خلال فترة الحرب".

لكن من يرى أعداد العائدين فكأنما يرى مشهدا من يوم عرفة، لشدة الازدحام وأعداد العائدين لأنقاض منازلهم، لقد رأينا عيانًا أن حب الوطن مغروس في القلوب ويسري في شرايين الفلسطينيين وحب غزة في قلوبنا ولا بديل عنها"، تؤكد الفرا لـ"جسور بوست".

الأرض ليست للبيع أو التفاوض

أما الناشطة المجتمعية آلاء عز الدين، فتؤكد رفضها كباقي الفلسطينيين، لكل محاولات تهجيرها من قطاع غزة، وتتابع: "هذه الأرض ليست للبيع أو التفاوض".

عز الدين التي رفضت كل أوامر الإخلاء الإسرائيلية بإفراغ مدينة غزة والنزوح جنوبًا، تقول لمراسل "جسور بوست": "بقيت في مدينة غزة ورفضت الخروج رغم الحصار والعدوان، شعبنا يثبت يومًا بعد يوم أنه أقوى من كل المخططات، والتهجير لن يكون خيارًا، بل إن الصمود هو الرد على كل هذه الدعوات".

أما المحاضر الجامعي محمد السيقلي، فيرى أنّ عروض التهجير هي عروض قديمة جديدة، تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، "وعروض ترامب هي جزء من صفقة القرن الفاشلة"، يؤكد السيقلي لمراسل "جسور بوست".

وقال السيقلي: "هذه الدعوات تأتي لإفراغ انتصار الشعب العظيم بعد فشل إسرائيل الذريع في غزة، وشعبنا أصيل وقادر على إفشال كل التصورات العبثية".

دعوات مسمومة

أما هشام أحمد، فاعتبر أن الدعوات التي أطلقها دونالد ترامب لم ولن تجدي نفعًا مع الشعب الفلسطيني ليهاجر من أرضه، قائلاً “أثبتنا للجميع أننا متمسكون بأرضنا وثوابتنا ورباطنا على هذه الأرض، والاحتلال حاول ويحاول أن يجعل هذه الأرض حطامًا على رؤوسنا لكنه عاد رغم النزوح القسري”.

وأضاف أحمد خلال حديث لـ"جسور بوست": “هذه رسائل لترامب وغيره أن الشعب له أحقية على أرضه وسيبقى الفلسطيني في أرضه ورباطه”.

وبينما يصف صلاح عدوان تلك الدعوات بـ"المسمومة"، فإنه يدلل على رفض الفلسطينيين لها، بالقول: "رأينا جميعًا السيل البشري العائد من جنوب القطاع إلى مدينة غزة وشمالها، وهذا يدل على تمسكنا بحق العودة، وأرفض تمامًا أي هجرة بأية مغريات وعبر أية سبل".

واختتم الشاب حديثه لـ"جسور بوست"، قائلاً: "نعلم كفلسطينيين أن دعوات التهجير تهدف لمحو قضيتنا لذلك فهي فاشلة وستموت في مهدها".  

رفض فصائلي ورسمي

بدوره، أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، إياد صافي، رفض الحركة بكل مستوياتها دعوات التهجير جملةً وتفصيلاً.

وقال صافي لـ"جسور بوست": "نرفض مجرد مناقشة الفكرة، ولا مكان لشعبنا إلا أرضه التي قدّم من أجلها التضحيات الكثير".

وأضاف القيادي بالحركة أنّ "دعوات التهجير كانت منذ بداية القضية الفلسطينية لكنها مشاريع سقطت وتهاوت أمام صمود الفلسطينيين".

وأشار صافي إلى أن إسرائيل تعيش مأزق الديمغرافيا وأزمة كيانية في مقابل تفوق الفلسطينيين فيها من النهر إلى البحر، في غزة والضفة والقدس وأراضينا المحتلة عام 1948، ولذلك الاحتلال يحاول تضييق المعادلة الجغرافية والسكانية، لكنه لن ينجح في تمريرها".

من جانبه، شدّد رئيس مكتب شؤون اللاجئين في مخيم خان يونس رائد الغول، على رفضه دعوات ترامب لتهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم.

وأشار الغول، خلال حديثه لـ"جسور بوست" إلى أنها تأتي في إطار تصفية القضية الفلسطينية ومحوها من ذاكرة الشعوب العربية.

وثمّن الغول الموقف الرسمي المصري والأردني ممثلاً بسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في تصريحاتهما الأخيرة برفض سياسة التهجير.

وختم القيادي الفلسطيني بالقول: "من قلب قطاع غزة وبعد 15 شهرًا من الصمود في خلال الحرب العاتية سيصمد شعبنا ما صمد الزيتون على أرضه".

دعوات واهية وسيبددها الشعب

أما ممثل جبهة التحرير العربية، وائل أبو نمر، فأكد رفض الجبهة محاولات الإدارة الأمريكية اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، معتبرًا إياها دعوات واهية وسيبددها الشعب الفلسطيني بثباته وصموده الأسطوري وهو ما ظهر جليًا خلال الحرب وما قبلها".

وبيّن القيادي الفلسطيني في معرض حديثه لـ"جسور بوست"، أن قضية فلسطين هي قضية العرب المركزية، معربًا عن تقديره العميق لموقف مصر والأردن حكومة وشعبًا الرافض لتهجير الفلسطينيين وتفريغ القضية من عمقها القومي والعربي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية