ماكرون يدعو الأوروبيين للاستعداد للرد على الرسوم الجمركية الأمريكية

حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأوروبيين على الاستعداد للرد في حال قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على السلع الأوروبية، مشددًا على ضرورة دفاع الاتحاد الأوروبي عن مصالحه. 

جاءت تصريحات ماكرون خلال مقابلة أجرتها معه شبكة CNN، الخميس، وبُثّت مساء الأحد، حيث أكد الرئيس الفرنسي أنه على الاتحاد الأوروبي أن يكون جاهزًا لأي تصعيد تجاري من قبل واشنطن، مضيفًا: “أعتقد أننا يجب أن نكون مستعدين للرد، لكن، أبعد من ذلك، يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي مستعدًا للدفاع عما يريده ويحتاج إليه”.

واعتبر ماكرون أن السياسات التجارية الأمريكية يجب أن تركز على الصين بدلًا من تهديد أوروبا، قائلًا: “سؤالي الأول للولايات المتحدة هو: ما هي مشكلتكم الأولى؟ هل هي الاتحاد الأوروبي؟ لا أعتقد ذلك، مشكلتكم الأولى هي الصين”.

وشدد على أن أوروبا هي حليف استراتيجي للولايات المتحدة، محذرًا من أن أي حروب تجارية بين الطرفين قد تؤثر على الاقتصاد الأمريكي نفسه.

تحذير من العواقب الاقتصادية

أشار ماكرون إلى أن فرض الرسوم الجمركية سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار داخل الولايات المتحدة، وبالتالي زيادة التضخم، مما قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأمريكي. 

وقال في هذا السياق: “إذا فرضتم رسوماً جمركية على قطاعات عدة، فسيؤدي ذلك إلى زيادة الأسعار وخلق تضخم في الولايات المتحدة”.

ومنذ توليه الرئاسة لولاية ثانية في 20 يناير الماضي، لوّح ترامب مرارًا بفرض رسوم جمركية جديدة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي. 

وفي أواخر الشهر الماضي، صرح ترامب بأن "الاتحاد الأوروبي عاملنا على نحو سيئ جدًا"، مؤكدًا أن الرسوم الجمركية على المنتجات الأوروبية "قريبة جدًا".

وكان ترامب قد قرر تعليق الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة شهر، لكنه أبقى على الضرائب المفروضة على الصين، بما في ذلك 10% رسوم إضافية على بعض السلع الصينية.

إجراءات جديدة على الصلب والألمنيوم

في أحدث تحرك له، أعلن ترامب، أمس الأحد، عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، والتي ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الاثنين، في خطوة قد تؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية عالميًا.

وتضع هذه التهديدات الاتحاد الأوروبي أمام تحديات اقتصادية جديدة، حيث من المتوقع أن يبحث قادة أوروبا في الأيام المقبلة إجراءات انتقامية محتملة ضد السياسات التجارية الأمريكية، في محاولة لحماية الأسواق الأوروبية من التداعيات السلبية للحرب التجارية المتصاعدة.