تمديد إجازة الأمومة في الجزائر.. خطوة حقوقية إيجابية تقيدها الاستثناءات

أعلنت الجزائر عن تمديد إجازة الأمومة للنساء العاملات، في خطوة طالما دعت إليها منظمات المجتمع المدني والحقوقيون والبرلمانيون.

ورغم الترحيب الكبير بهذا القرار من قبل العديد من الأطراف، فإنه جاء مع استثناءات حالت دون أن يكون مرضيًا بشكل كامل، وأثار هذا القرار تساؤلات حول مدى شمولية الفئات المستفيدة منه، وفق وسائل إعلام جزائرية.

وقالت رئيسة المرصد الجزائري للمرأة، شائعة جعفري، اليوم الاثنين: "فرحتنا لم تكتمل" بسبب استثناء الأمهات اللاتي لا يعانين من ظروف خاصة، مثل الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية خاصة أو من يعانون من إعاقات.

وفقًا لوزيرة الأسرة وقضايا المرأة، ستقتصر إجازة الأمومة الممتدة على هذه الفئة فقط، مما يعني أن الكثير من الأمهات العاملات لن يستفدن من التمديد، وشددت جعفري على أن المرأة الجزائرية بحاجة إلى إجازة أمومة ممتدة بشكل عام، وليس فقط في حالات استثنائية.

أهمية الرضاعة الطبيعية

أكدت جعفري أن إطالة مدة إجازة الأمومة تعود بالفائدة على الأم والطفل والمجتمع، وأشارت إلى أن الفوائد الاقتصادية ستكون ملموسة أيضًا، حيث إن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية يقلل الاعتماد على الألبان الصناعية المستوردة وسيخفف من النفقات العامة للدولة، وبذلك، ستكون خطوة تمديد إجازة الأمومة أكثر شمولًا وجدوى إذا طُبّقت بشكل كامل.

ودعت الخبيرة التربوية فاديا دعاس، إلى تمديد إجازة الأمومة إلى سنة كاملة، مشيرة إلى أن الستة أشهر الأولى من حياة الطفل تعتبر فترة حاسمة لنموه النفسي والجسدي. 

وأوضحت أن تأقلم الطفل واستقراره العاطفي والصحي يتطلب وقتًا أطول من المدة المحددة حاليًا، وأضافت أن العودة المبكرة إلى العمل قد تؤثر على صحة الأمهات النفسية والجسدية، كما تزيد من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وهو ما يتطلب فترة زمنية مناسبة للتعافي.

تحديات في بيئة العمل

أشارت شهادات العديد من الأمهات العاملات إلى وجود تحديات كبيرة في بيئة العمل، حيث تفتقر بعض الشركات إلى سياسات داعمة لهن، مثل توفير جداول مرنة تسمح لهن بالتركيز على احتياجات أطفالهن.

وأوضحت دعاس أن بعض الشركات تمارس "سياسات تطفيشية" ضد الموظفات الحوامل أو المتزوجات حديثًا، مما يدفع العديد من النساء إلى إخفاء حملهن خوفًا من فقدان وظائفهن.

ورغم أن تمديد إجازة الأمومة في الجزائر يُعد خطوة إيجابية نحو تعزيز حقوق الأمهات العاملات، فإن تقييد الاستفادة منه بفئات معينة يثير جدلًا واسعًا بين الحقوقيين والمنظمات النسوية.

وبينما تسعى بعض الدول إلى منح إجازة أمومة شاملة للجميع، يبقى الأمل لدى المرأة الجزائرية في أن يتم توسيع نطاق هذا القرار ليشمل جميع الأمهات دون استثناء في المستقبل القريب.