«إنقاذ الطفولة»: نحو 700 هجوم استهدف المدنيين بالسودان في الربع الأخير من 2024
«إنقاذ الطفولة»: نحو 700 هجوم استهدف المدنيين بالسودان في الربع الأخير من 2024
شهد السودان في الربع الأخير من عام 2024 موجة عنف هي الأشد منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، وفقًا لمنظمة إنقاذ الطفولة.
ووفقا لتقرير نشرته المنظمة، اليوم الاثنين، استنادًا إلى بيانات مشروع بيانات موقع وأحداث الصراع المسلح (ACLED)، وثقت المنظمة وقوع أكثر من 700 هجوم استهدف المدنيين خلال تلك الفترة، ما يجعلها الأكثر دموية منذ بداية الحرب.
وسجَّل شهر أكتوبر أعلى عدد من الحوادث بـ288 هجومًا، يليه نوفمبر بـ217، ثم ديسمبر بـ199 هجومًا.
وتنوَّعت أشكال العنف بين الغارات الجوية، وهجمات الطائرات المسيَّرة، والقصف المدفعي، والاشتباكات المسلحة، بالإضافة إلى عمليات اختطاف الأطفال، والقتل، والعنف الجنسي.
عكس هذا التصعيد اتجاهًا متزايدًا في وتيرة العنف مقارنة بالأشهر السابقة، في ظل صراع طاحن تسبَّب في نزوح واسع النطاق وأزمة إنسانية متفاقمة.
الأطفال في قلب الاستهداف
شهد السودان مع بداية عام 2025 استمرارًا للعنف الممنهج ضد المدنيين، حيث وثَّق مشروع بيانات الأحداث المسلحة وقوع 208 حوادث خلال يناير وحده، بزيادة بلغت 78% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
أثَّرت هذه الهجمات بشكل خاص على الأطفال، حيث قُتل طالب في المدرسة الثانوية في 5 يناير، كما شهد يوم 8 يناير حادثة مروعة قُتل فيها أب بالرصاص أمام أطفاله.
وفي ولاية شمال دارفور، استهدف العنف مخيم "أبو شوك" للنازحين، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 11 آخرين، كما تعرَّض مستشفى الفاشر السعودي التعليمي لهجوم عنيف، ما أدى إلى سقوط نحو 70 قتيلًا، بينهم عدد كبير من الأطفال، إلى جانب عشرات المصابين.
تحذير من تصاعد الانتهاكات
أكَّدت الأمم المتحدة في تقريرها الصادر في يناير 2025 أن العنف المتزايد في السودان أدى إلى ارتفاع "مستويات صادمة" من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، بما في ذلك تجنيدهم في الجماعات المسلحة، والتعرُّض للعنف الجنسي، والاختطاف، إلى جانب الهجمات المتكررة على المدارس والمستشفيات.
وتركَّزت الغالبية العظمى من الحوادث الأخيرة في ولايتي الجزيرة وشمال دارفور، حيث نزح أكثر من 1.4 مليون شخص، من بينهم 760 ألف طفل، منذ بدء الصراع.
وسجَّلت كلتا الولايتين ارتفاعًا حادًا في وتيرة العنف خلال الأشهر الأخيرة من عام 2024، مما زاد من معاناة النساء والأطفال الذين يشكِّلون الفئات الأكثر تضررًا.
مخاوف من المجاعة
تسبَّب النزاع في نزوح نحو 12 مليون شخص داخل السودان، وهو أعلى عدد من النازحين داخليًا في العالم، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.
وفي ظل انعدام الأمن الغذائي، تأكَّدت ظروف المجاعة في خمس مناطق على الأقل، مما يشكِّل خطرًا مباشرًا على حياة الملايين، خاصة الأطفال.
وأعرب المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في السودان، محمد عبد اللطيف، عن قلقه العميق إزاء استمرار التصعيد، مؤكدًا أن "الأطفال وأسرهم، لا سيما في شمال دارفور والخرطوم، تعرَّضوا لقصف عشوائي وهجمات جوية خلَّفت عواقب مدمرة".
وأضاف عبد اللطيف أن "الإفلات من العقاب على الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والأسواق ومرافق المياه، يهدِّد أسس القانون الدولي"، داعيًا جميع الأطراف المتحاربة إلى احترام الحماية القانونية للمدنيين، والامتناع عن استخدام المناطق السكنية كأهداف عسكرية.
استجابة إنقاذ الطفولة
تعمل منظمة إنقاذ الطفولة في السودان منذ عام 1983، وتقدِّم حاليًا دعمًا حيويًا للأطفال وأسرهم عبر برامج الرعاية الصحية، والتغذية، والتعليم، وحماية الطفل، والأمن الغذائي، وسبل العيش، كما تواصل المنظمة تقديم المساعدات للاجئين السودانيين في مصر وجنوب السودان.