«الدولية للهجرة» تعبّر عن صدمتها إزاء العثور على مقبرتين جماعيتين في ليبيا
«الدولية للهجرة» تعبّر عن صدمتها إزاء العثور على مقبرتين جماعيتين في ليبيا
أعربت المنظمة الدولية للهجرة عن صدمتها البالغة إزاء العثور على مقبرتين جماعيتين في ليبيا تضمان عشرات الجثث، في مشهد مأساوي يسلّط الضوء على المخاطر القاتلة التي تواجه المهاجرين في رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر عبر الصحراء.
أكدت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، نيكوليتا جيوردانو، في بيان، الاثنين، أن "فقدان هذه الأرواح هو تذكير مأساوي آخر بالمخاطر التي يواجهها المهاجرون أثناء خوضهم رحلات محفوفة بالكوارث بحثًا عن حياة أفضل".
وحثّت المنظمة السلطات الليبية ووكالات الأمم المتحدة الشريكة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة تضمن استرداد الجثث بكرامة، والتعرف على هويات الضحايا، ونقل رفاتهم بشكل لائق، إلى جانب إخطار عائلاتهم وتقديم الدعم النفسي واللوجستي اللازم لهم.
العثور على نحو 50 جثة
أعلنت مديرية الأمن الليبية، في بيان رسمي، أن "السلطات عثرت على نحو 50 جثة هذا الأسبوع في مقبرتين جماعيتين بصحراء جنوب شرقي البلاد".
وأوضحت المديرية أن "أول مقبرة جماعية تضم 19 جثة تم العثور عليها يوم الجمعة الماضي في مزرعة بمدينة الكفرة"، مشيرة إلى أن "الجثث نُقلت إلى الجهات المختصة لإجراء عمليات التشريح والتحقيق في ملابسات الوفاة".
ولم تصدر السلطات الليبية حتى الآن أي تفاصيل إضافية بشأن هوية الضحايا أو الظروف التي أدّت إلى وفاتهم، لكن مصادر محلية رجّحت أن يكون الضحايا من المهاجرين غير النظاميين الذين لقوا حتفهم أثناء محاولتهم عبور الصحراء في طريقهم نحو السواحل الليبية.
الصحراء الليبية.. مقبرة المهاجرين
تمثل المناطق الصحراوية في جنوب ليبيا أحد أخطر مسارات الهجرة غير النظامية، حيث يواجه المهاجرون مخاطر متعددة، تتراوح بين العطش والجوع وصولًا إلى الانتهاكات التي ترتكبها عصابات التهريب والجريمة المنظمة.
وغالبًا ما تتحوّل هذه الرحلات إلى كوارث إنسانية، حيث يُترك المهاجرون لمصيرهم وسط ظروف قاسية قد تؤدي إلى موتهم جوعًا وعطشًا أو تعرضهم للاستغلال والعنف.
وتشير تقارير المنظمات الإنسانية إلى أن آلاف المهاجرين فقدوا حياتهم في الصحراء الليبية خلال السنوات الماضية، في ظل تزايد أنشطة الاتجار بالبشر والانتهاكات التي يتعرضون لها على أيدي شبكات التهريب.
دعوات لمحاسبة المتورطين
دعت المنظمة الدولية للهجرة المجتمع الدولي والسلطات الليبية إلى تكثيف الجهود لمكافحة تهريب البشر، وضمان اتخاذ تدابير تحمي أرواح المهاجرين وتمنع تكرار مثل هذه المآسي.
كما طالبت بتحقيق شفاف في الحادثة لمحاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات محتملة قد تكون وراء هذه الوفيات الجماعية.
وتأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه ليبيا في مواجهة اضطرابات سياسية وأمنية تعقّد جهود ضبط الحدود، وتجعلها نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الباحثين عن طريق للوصول إلى أوروبا، رغم المخاطر القاتلة التي تحيط بهذه الرحلات.