الأمم المتحدة تدعو لتوفير 14.8 مليون دولار لدعم لاجئي السودان بإفريقيا الوسطى

الأمم المتحدة تدعو لتوفير 14.8 مليون دولار لدعم لاجئي السودان بإفريقيا الوسطى
مخيم كورسي للاجئين في جمهورية إفريقيا الوسطى

أطلقت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي نداء عاجلاً لتوفير التمويل اللازم لدعم أكثر من 30 ألف لاجئ سوداني في جمهورية إفريقيا الوسطى، بعد أن حذرت الوكالتان الأمميتان من نقص وشيك في المساعدات الإنسانية، مع تزايد عدد الوافدين بشكل مستمر منذ بداية الأزمة السودانية.

ووفقا لبيان نشرته الأمم المتحدة، استضافت جمهورية إفريقيا الوسطى منذ بداية عام 2023 نحو 31 ألف لاجئ سوداني بحثوا عن الأمان والمساعدة، وتزايد عدد الوافدين في العام الماضي بنسبة بلغت 90%، مما يزيد من العبء على الموارد المحلية والمساعدات الإنسانية المحدودة.

يعيش أكثر من نصف اللاجئين السودانيين في محافظة فاكاجا، إحدى أفقر المحافظات في البلاد، حيث يواجهون تحديات كبيرة في الحصول على الغذاء والمأوى.

أزمة تتطلب دعمًا دوليًا

حذّر ممثل المفوضية في جمهورية إفريقيا الوسطى، فافا أتيدزة، من أن الوضع الحالي يشهد أزمة إنسانية غير مسبوقة تستدعي دعماً دولياً فورياً.

وقال إن اللاجئين في المنطقة يحتاجون إلى الوصول الفوري إلى الخدمات الأساسية مثل الحماية والمساعدات الغذائية المنقذة للحياة، وأضاف أن العمل في هذا المجال أمر بالغ الأهمية لمنع تفاقم المعاناة الإنسانية.

رغم الجهود المستمرة التي تبذلها الوكالات الأممية والحكومة المحلية، لا يزال اللاجئون يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية، وقد أدى نقص الاستجابة الكافية إلى تعريضهم لمخاطر إضافية تتعلق بالسلامة الشخصية، إلى جانب فقدان المأوى والتعليم، كما ازدادت مخاطر انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بين اللاجئين.

المجتمعات المضيفة

أوضحت رئيسة مكتب برنامج الأغذية العالمي في جمهورية إفريقيا الوسطى، ألين سامو، أن المجتمعات المضيفة تعاني هي الأخرى من ضغوط هائلة بسبب زيادة عدد اللاجئين.

وقالت إن هذه المجتمعات تواجه نقصًا في الموارد، ما يزيد من تحديات توفير المساعدات الأساسية، مثل الغذاء، للمستفيدين من اللاجئين، وأضافت أن البرنامج يوفر الغذاء لنحو 30 ألف لاجئ، مشيرة إلى أن هذا الطعام هو الأمل الوحيد للكثير من الأسر الضعيفة.

وطالب البرنامج بضرورة توفير 14.8 مليون دولار لاستجابة فعالة في عام 2025 لضمان استدامة المساعدات وتحقيق استجابة منسقة للمحنة الإنسانية.

وأُطلق هذا النداء في وقت حساس، حيث حذرت الوكالتان الأمميتان من أن الوضع الراهن قد يؤدي إلى أضرار جسيمة للاجئين، بالإضافة إلى تأثر آفاقهم المستقبلية بشكل طويل الأمد.

الدعوة لدعم دولي مستدام

دعا كل من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي إلى ضرورة حشد الدعم المالي من المجتمع الدولي لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية. 

وطلبت الوكالتان من الدول المانحة والمجتمع الدولي أن يمدوا يد العون لمساعدة جمهورية إفريقيا الوسطى في التعامل مع هذا التدفق الهائل للاجئين السودانيين. 

وأكدت الوكالتان ضرورة تقديم دعم مستدام لضمان حماية اللاجئين وتحسين ظروف حياتهم، فضلاً عن تعزيز قدرة الحكومة المحلية على إدارة الوضع بما يتماشى مع احتياجات المجتمعات المضيفة.

الوضع في إفريقيا الوسطى

منذ بداية الأزمة السودانية في عام 2023، شهدت جمهورية إفريقيا الوسطى تدفقاً متزايداً للاجئين السودانيين الذين فروا من العنف والصراعات المستمرة في بلادهم، في الوقت الذي تكافح فيه البلاد لمواجهة تحدياتها الاقتصادية والأمنية، أصبحت استضافتها للاجئين السودانيين عبئاً إضافياً على مواردها المحدودة.

وأدى هذا الوضع إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، حيث يعاني اللاجئون من نقص حاد في المساعدات الإنسانية الأساسية، مثل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.

ورغم الجهود الدولية والإقليمية لمساعدة هؤلاء اللاجئين، لا تزال الظروف الصعبة تزداد سوءاً مع تزايد أعدادهم، حيث تتعرض المجتمعات المضيفة أيضاً لضغوط كبيرة بسبب محدودية الموارد المحلية، ما يؤدي إلى توترات متزايدة مع اللاجئين ويزيد من خطر انعدام الأمن الغذائي والتوترات الاجتماعية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية