لمواجهة ارتفاع الأسعار.. اليابان تفرج عن احتياطي الأرز لأول مرة

قررت الحكومة اليابانية، اليوم الجمعة، الإفراج عن جزء من احتياطيها الطارئ من الأرز، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى التصدي لارتفاع الأسعار، بعدما سجلت البلاد أحد أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق وتأثرت سلاسل التوريد بشكل كبير، وفق وكالة "فرانس برس".

واستخدمت اليابان مخزونها من الأرز في الماضي خلال الكوارث الطبيعية الكبرى، مثل الزلازل، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اللجوء إلى الاحتياطي منذ إنشائه عام 1995 بسبب اضطرابات في التوريد، وليس بسبب فشل كارثي في المحصول أو كارثة طبيعية.

وقال وزير الزراعة تاكو إيتو للصحفيين، إن الحكومة ستفرج عن 210 آلاف طن من الأرز من أصل مخزونها البالغ مليون طن، مؤكدًا أن الهدف هو "تحسين وضع التوزيع الراكد بأي ثمن".

أزمة الأرز وارتفاع الأسعار

وشهدت أسعار الأرز ارتفاعًا حادًا الصيف الماضي بسبب ارتفاع درجات الحرارة القياسي في 2023، ما أدى إلى نقص في المحصول وزيادة في الطلب. 

واستمرت الأسعار في الارتفاع خلال 2024 مع تسجيل اليابان عامًا آخر من الحرارة غير المسبوقة، ما زاد الضغط على الإمدادات الغذائية.

وفي أغسطس الماضي، اختفى الأرز من أرفف بعض المتاجر الكبرى بعد سلسلة أعاصير وتحذيرات من زلزال وشيك لم يحدث حتى الآن. 

وكانت الحكومة تأمل في استقرار الأسعار مع وصول الأرز المحصود حديثًا للأسواق، لكن التضخم استمر، وزاد الوضع تعقيدًا بسبب تخزين بعض الموزعين للسلعة خوفًا من مزيد من النقص.

وبحسب دراسة حكومية أجريت في فبراير، بلغ متوسط سعر كيس الأرز (5 كيلوغرامات) 3688 ينًا (24 دولارًا)، مقارنة بـ2023 ينًا فقط في العام السابق، ما يعكس زيادة تقارب 82%.

تعديل القوانين لإنقاذ السوق

وقبل هذه الأزمة، لم يكن مسموحًا للحكومة ببيع الأرز الاحتياطي إلا في حالات الكوارث الطبيعية أو فشل المحصول، لكن في قرار غير مسبوق الشهر الماضي، عدّلت وزارة الزراعة القوانين للسماح بالإفراج عن المخزون.