الجفاف يضرب أوروغواي.. خسائر زراعية ضخمة وأزمة في إمدادات المياه

تواجه أوروغواي أسوأ موجة جفاف منذ سنوات، ما تسبب في خسائر بملايين الدولارات للقطاع الزراعي، وترك المناطق الحضرية تعاني من أزمة حادة في إمدادات المياه، ما دفع السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ لمواجهة تداعيات نقص الأمطار المستمر.

وأفادت صحيفة "إل باييس"، اليوم الأحد، بأن حالة من عدم اليقين تسود القطاع الزراعي، حيث كشفت بيانات المعهد الوطني للبحوث الزراعية (INIA) أن الجفاف الشديد في عام 2024 أثر على مصادر مياه الشرب، وامتد تأثيره ليشمل مياه الري الزراعية، ما أدى إلى تفاقم الوضع خلال عام 2025، مع عدم وجود مؤشرات واضحة على تحسن الظروف المناخية.

وأعرب رئيس شركة المياه الوطنية، راؤول مونتيرو، عن قلقه من استمرار انخفاض منسوب المياه الجوفية، مؤكداً أنها لم تتعافَ بعد من أزمة الجفاف السابقة، والتي جعلت المياه في العاصمة مالحة لعدة أيام. 

وأوضح أن القطاع الزراعي بحاجة ماسة إلى أمطار منتظمة، محذراً من أن أي انقطاع في إمدادات الري سيؤدي إلى تدهور المحاصيل والإنتاج الزراعي.

تأثير الجفاف على مصادر المياه

تواجه الأنهار وروافدها، التي تعد المصدر الرئيسي لمياه الشرب في أوروغواي، تدفقاً منخفضاً للغاية، ما يزيد من تعقيد الأزمة. 

وأكد رئيس منظمة OSE للمياه أن الأنهار لم تتعافَ بالكامل من العجز المائي خلال السنوات الثلاث الماضية، ما يجعل توفير المياه الصالحة للشرب تحدياً كبيراً أمام الحكومة المقبلة.

وسط هذه الأزمة، يتجدد النقاش حول ضرورة إنشاء نظام لمخاطر الجفاف، يتضمن حفر الآبار وبناء السدود، كحلول مستدامة لمواجهة تغير المناخ وضمان استمرار الإنتاج الزراعي. 

وتشير تقديرات مركز دراسات الواقع الاقتصادي والاجتماعي (CERES) إلى أن تنفيذ مثل هذه الإجراءات قد يساهم في زيادة الإنتاجية بنسبة تصل إلى 150%، ما قد يخفف من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن الجفاف.

أزمة في مرحلة انتقالية

تأتي أزمة الجفاف في أوروغواي في مرحلة انتقالية سياسية، حيث ستتولى الجبهة العريضة مقاليد الحكم في الأول من مارس، مع ياماندو أورسي رئيساً للبلاد، وألفريدو فراتي وزيراً للثروة الحيوانية والزراعة والثروة السمكية، وهو شخصية بارزة مدعومة من الرئيس الأوروغوياني الأسبق خوسيه موخيكا. 

ومن المتوقع أن يكون لمواقف الإدارة الجديدة تأثير كبير على كيفية التعامل مع أزمة المياه والجفاف، خاصة مع تزايد الضغوط على الحكومة لإيجاد حلول سريعة ومستدامة لهذه الأزمة المتفاقمة.