«الدولية للهجرة»: 15.2 مليون شخص باليمن يفتقرون لخدمات المياه والصرف

«الدولية للهجرة»: 15.2 مليون شخص باليمن يفتقرون لخدمات المياه والصرف
تركيب المراحيض للأسر النازحة

كشفت منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 15 ألف عائلة في معسكر الجوفينة، وهو أكبر معسكر للنازحين في اليمن، واجهت تحديات يومية شديدة، حيث عاشت هذه العائلات في ملاجئ مؤقتة تفتقر إلى أسس الحياة الأساسية مثل المياه والصرف الصحي.

ونشرت المنظمة، اليوم الاثنين، أنه بحسب التقرير السنوي للاحتياجات الإنسانية لعام 2025، فقد أظهرت الإحصائيات أن 15.2 مليون شخص في اليمن يفتقرون إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، وهو ما يشكل نحو نصف سكان البلاد، ولم يتمكن العديد من السكان من الحصول على مرحاض خاص، مما جعلهم يضطرون إلى تقاسم مرافق صحية غير آمنة مع جيرانهم.

مرّ علي، الأب لخمسة أطفال، بتجربة قاسية بسبب النزوح المستمر، حيث فرّت عائلته من ثلاث موجات من الاضطرابات في مدينتهم الحديدة، ونجحت في الوصول إلى معسكر الجوفينة بعد أن فقدوا كل شيء، لم يتمكن علي من دفع إيجار منزل، فاستدان قطعة صغيرة من الأرض أقام عليها خيمته التي أصبحت ملاذه الوحيد.

وأصبحت الخيمة بمثابة غرفة نوم، ومطبخ، وكل شيء آخر لهم، وظل علي، مع أسرته، يكافح لتلبية احتياجاتهم اليومية من غذاء وأمور أخرى أساسية، مما جعل توفير مرحاض خاص رفاهية بعيدة المنال، وفي غياب المرحاض الخاص، كانت العائلة تضطر إلى مشاركة مرحاض الجيران.

معاناة الأطفال

رصد محمد، الابن البالغ من العمر 12 عامًا، معاناة والده في تأمين مرحاض لأسرتهم، مما دفعه إلى اتخاذ قرار صعب بتأجيل دراسته من أجل مساعدة والده في العمل.

بعد أشهر من العمل الشاق، استطاع محمد شراء المواد اللازمة لبناء مرحاض بدائي من خشب وأغطية، لكن هذا المرحاض كان يفتقر إلى الخصوصية أو الحماية. 

بالنسبة للنساء والفتيات، كان افتقار الخصوصية يشمل جميع جوانب حياتهن اليومية، حيث كان عليهن الانتظار حتى الليل للاستحمام بسبب الخوف من أن يراهن أحد أثناء النهار.

التحديات الصحية

امتدت المشاكل الصحية إلى ما هو أبعد من غياب المراحيض الخاصة، وكان لغياب نظام صرف صحي مناسب تأثير خطير، حيث اضطرت العائلات إلى حفر عشوائي على أمل توفير حلول للصرف، لكن هذه الحفر أصبحت تشكل خطرًا كبيرًا على الأطفال والمركبات.

تقول سميرة، زوجة علي، إنها أصبحت تخاف على بناتها بعد أن فقدت إحدى العائلات طفلًا سقط في إحدى الحفر، ازدادت المخاوف الصحية بشكل أكبر مع زيادة انتشار الأمراض في البيئة المحيطة بسبب غياب الصرف الصحي.

وعملت منظمة الهجرة الدولية (IOM) بالشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على تحسين الوضع الصحي في المعسكرات، حيث قامت  بتركيب أكثر من 300 مرحاض للمساهمة في تلبية احتياجات العائلات النازحة، حيث جُهزت المراحيض بأبواب قابلة للإغلاق لتوفير الخصوصية.

كما تم تركيب سقوف للحماية من العوامل الجوية، وأضيفت أنابيب تهوية لتحسين دوران الهواء، وبهذا تم تقليص المخاطر الصحية بشكل ملحوظ، حيث أصبح بإمكان النساء والأطفال الحفاظ على أدنى مستوى من النظافة الشخصية.

الاستجابة للأزمات الصحية

لم تقتصر الجهود على تركيب المراحيض فقط، بل قامت المنظمة أيضًا بإنشاء 200 حفرة جديدة للصرف الصحي، كما غطت 400 حفرة قديمة، وساهمت هذه الجهود في الحد من انتشار الأمراض وأعادت الأمان إلى الأطفال الذين أصبح بإمكانهم اللعب في محيطهم دون الخوف من المخاطر الصحية.

تقول حسنة، ابنة علي، إن تغطية الحفر ساهمت في تحسين وضعهم بشكل كبير، حيث لم تعد تتعرض لعضات البعوض بعد الآن.

وقامت فرق منظمة الهجرة الدولية بتنظيم ورش توعية لمساعدة العائلات على استخدام المرافق الصحية بشكل سليم، وضمان صيانتها بشكل مستمر، ساعدت هذه الجهود في تعزيز شعور الاستقرار والأمان لدى العائلات النازحة.

يقول علي، الأب الذي استفاد من هذه التحسينات، إن وجود مرحاض في مأواهم أعاد لهم جزءًا من كرامتهم، وأزال عنهم هموم الخوف على سلامة عائلاتهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية