«أطباء بلا حدود» توثق أعمال عنف ونهب في الكونغو الديمقراطية

«أطباء بلا حدود» توثق أعمال عنف ونهب في الكونغو الديمقراطية
أحد العاملين في "أطباء بلا حدود"- صورة أرشيفية

رصدت فرق منظمة "أطباء بلا حدود" تصاعد أعمال العنف في مدينة بوكافو شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تعرضت أحياء عدة لعمليات نهب وإطلاق نار واسع النطاق.

ووفقا لبيان نشرته المنظمة، اليوم الأربعاء، جاء ذلك بعد أسابيع قليلة من سيطرة جماعة "حركة 23 مارس" المسلحة على مدينة غوما، ما أدى إلى اضطرابات جديدة في مقاطعة كيفو الجنوبية.

وشهدت المناطق المحيطة ببوكافو تصعيدًا خطيرًا في الاشتباكات بين المسلحين والقوات الحكومية، ما تسبب في موجة نزوح كبيرة بين المدنيين.

مئات المصابين نتيجة العنف

وأكد منسق "أطباء بلا حدود" في كيفو الجنوبية، ماركوس باخمان، أن فرق الإغاثة استقبلت خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من عام 2025 أكثر من 315 مصابًا بجروح خطيرة، معظمهم جراء إطلاق نار وشظايا انفجارات.

وأوضح باخمان أن جماعة "حركة 23 مارس" تقدمت بسرعة نحو الجنوب بعد فرض سيطرتها على بلدتي كاليهي وكافومو، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني ازداد سوءًا في ظل محدودية المساعدات الطبية وغياب الاستقرار الأمني.

دخلت قوات "حركة 23 مارس" إلى بوكافو خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما أدى إلى تراجع القوات الحكومية وانتشار أعمال النهب وإطلاق النار.

وأوضح باخمان أن الشوارع بدت شبه خالية، بينما التزم السكان منازلهم أو حاولوا الفرار إلى مناطق أكثر أمانًا، وأشار إلى أن القيود الأمنية حالت دون وصول الإمدادات الطبية، مما زاد من صعوبة تقديم المساعدات للجرحى.

تفاقم الأزمة الإنسانية

تدهورت الأوضاع الصحية في المقاطعة مع استمرار النزاع المسلح، حيث أعربت منظمة "أطباء بلا حدود" عن قلقها من تفشي الأمراض المعدية، لا سيما الكوليرا، نتيجة نقص المياه النظيفة وضعف خدمات الصرف الصحي.

كما أدى إغلاق المطارات والطرق الرئيسية إلى عرقلة نقل الإمدادات الطبية والفرق الإنسانية.

وكثفت المنظمة جهودها لدعم المستشفيات المحلية في بوكافو، حيث استقبلت أربعة مستشفيات مدعومة من قبلها ما لا يقل عن 48 جريحًا خلال يوم واحد، بينهم 11 طفلًا و16 امرأة، غالبيتهم أصيبوا بأعيرة نارية أو شظايا متفجرة.

وفي مينوفا، واصلت الفرق الطبية تقديم الرعاية للمصابين، إلى جانب تشغيل مراكز صحية متنقلة لمساعدة النازحين.

نزوح واسع النطاق

فرّ آلاف المدنيين من كيفو الجنوبية باتجاه بوروندي، حيث تركزت موجات النزوح في مقاطعة سيبيتوكي، أرسلت "أطباء بلا حدود" فرقًا لتقييم احتياجات اللاجئين، مع التركيز على تقديم الرعاية الطبية الطارئة وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي.

ودعت المنظمة جميع أطراف النزاع إلى احترام القوانين الإنسانية الدولية، وضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الصحي.

وأكد باخمان أن المنظمة تواصل مراقبة الوضع عن كثب وتسعى إلى تعزيز استجابتها الإنسانية رغم التحديات الأمنية واللوجستية التي تواجهها.

وحذرت "أطباء بلا حدود" من أن استمرار القتال في كيفو الجنوبية قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.

وشددت المنظمة على ضرورة تأمين ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، لضمان حصول السكان المتضررين على الخدمات الصحية العاجلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية